أهاب بها شمر الخنا بقساوة |
|
وآملها في سوطه نقمة زجر |
وليس لديها كافل غير مدنف |
|
أضرَّت به البلوى وقد مسَّه الضر |
عليل يعاني القيد والغلَّ في السرى |
|
ويبدو على سيمائه الذلّ والاسر |
سروا فيه مغلول اليدين مقيَّدا |
|
إلى بطن حرف لم يوطَّأ لها ظهر |
وقد أكل اللحم الحديد بجيده |
|
واثّر حتّى فاض في دمه النحر |
يلاحظ أطفالاً تصيح ونسوة |
|
تعجُّ واكباداً يطير بها الذعر |
ورأس أبيه وهو سبط محمد |
|
أمامَ السبايا تستطيل به السمر |
وقد أدخلوه الشام لا مرحباً به |
|
وأفراحه تطغى بعيدٍ هو النصر |
الى مجلس فيه ابن هند بنصره |
|
قرير ومروان يطير به البشر |
ورأس أبيه السّبط في طست عسجد |
|
أمام دعيًّ غرَّه الزهو والكبر |
وقد كان يخفي الكفر لكن بذكره |
|
لا شياخه في بدر قد ظهر الكفر (١) |
يزيد مع السجاد
والتفت يزيد إلى السّجاد (ع) وقال : كيف رأيت صنع الله يا علي بأبيك الحسين؟ قال : «رأيت ما قضاه الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق السّموات والأرض». وشاور يزيد من كان حاضراً عنده في أمره ، فأشاروا عليه بقتله. فقال زين العابدين (ع) : «يا يزيد ، لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار به جلساء فرعون عليه حين شاورهم في موسى وهارون فإنّهم قالوا له : (أَرْجِهِ وَأَخَاهُ) ولا يقتل الأدعياء أولاد الأنبياء وأبناءهم». فأمسك يزيد مطرقاً (٢).
وممّا دار بينهما من الكلام أنْ قال يزيد لعلي بن الحسين (ع) : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، قال علي بن الحسين (ع) : «ما هذه فينا نزلت ، إنّما نزل فينا (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) (٣) فنحن لا
__________________
(١) من قصيدة للعلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.
(٢) اثبات الوصية صفحة ١٤٣ ط نجف.
(٣) العقد الفريد ٢ ص ٣١٣ ، وتاريخ الطبري ٦ ص ٢٦٧.