رأت من الخطوب والرزايا |
|
أمراً تهون دونه المنايا |
رأت كرام قومها الأماجد |
|
مجزّرين في صعيد واحد |
تسفي على جسومها الرياح |
|
وهي لذؤبان الفلا تباح |
رأت عزيز قومها صريعاً |
|
قد وزّعوه بالظبى توزيعاً |
رأت رؤوساً بالقنا تشال |
|
وجثثاً أكفانها الرمال |
رأت رضيعاً بالسّهام يفطم |
|
وصبية بعد أبيهم أيتموا |
رأت شماتة العدوّ فيها |
|
وصنعه ما شاء في أخيها (١) |
وأتاهن زجر بن قيس وصاح بهن فلَم يقمن ، فأخذ يضربهنّ بالسّوط واجتمع عليهن النّاس حتّى أركبوهنّ على الجمال (٢).
وركبت العقيلة زينب ناقتها ، فتذكّرت ذلك العزّ الشامخ والحرم المنيع الذي تحوطه الليوث الضواري الاُباة من آل عبد المطّلب وتحفّه السّيوف المرهفة والرماح المثقفة ، والأملاك تخدمها فيه ، فلا يدخلون إلاّ مستأذنين :
فلا مثل عزًّ كان في الصبح عزّها |
|
ولا مثل حال كان في العصر حالها |
إلى أين مسراها وأين مصيرها |
|
ومَن هو مأواها ومَن ذا مآلها |
ومَن ذا ثمال الظعن إنْ هي سيّرت |
|
يضيق فمي إنّ ابن سعد ثمالها |
على أيّ كتف تتكي حين ركِبت |
|
وجمالها زجر وشمر جمّالها |
أمخمد ضوء البيت عن شخص زينب |
|
لكيلا يرى في الليل حتّى خيالها |
تمنّيت يوم الطّف عينك أبصرت |
|
بناتك حين ابتزّ منها حجالها |
قروماً تراها جزّراً وأراملا |
|
تحنّ كنيبٍ فارقتها فصالها |
له الله من ثكل وقد مات بغتة |
|
لدى بعض يومٍ عزّها ورجالها |
وما هان ثكل عندها غير انّه |
|
أمضّ مصاباً هتكها وابتذالها |
وأمسين في أمر يهدّد غبّه |
|
تقف إهاباً حين يطريه بالها (٣) |
في الكوفة
ولمّا اُدخلت بنات أمير المؤمنين إلى الكوفة ، اجتمع أهلها للنظر إليهم
__________________
(١) المقبولة الحسينية ص ٦١ ، للحجّة آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاء (قدس سره).
(٢) تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٧٧.
(٣) للعلامة الثقة الشيخ محمّد طاهر آل فقيه الطائفة الشيخ راضي (قدس سره).