أو سمعتم بغريب |
|
او شهيد فاندبوني (١) |
ولَم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتّى اجتمع عليها عدّة وجروها بالقهر (٢).
ومذعورة باليتم قد ربع قلبها |
|
كطير عليه الصقر قد هجم الوكرا |
أهابت بها من هجمة الخيل صرخة |
|
على ثكلها باليتم فاضطربت ذعرا |
وفرَّت إلى الثاوي على جمرة الثرى |
|
وقد أرسلت من جفنها فوقه نهرا |
وأهوت على جسم الحسين فضمّها |
|
إلى صدره ما بين يمناه واليسرى |
تلوذ به حسرى القناع مروعة |
|
وعزّ عليه أن يشاهدها حسرى |
فما تركتها تستجير سياطهم |
|
بجسم أبيها حينما انتزعت قسرى (٣) |
وأمّا علي بن الحسين (ع) فإنّه لمّا نظر إلى أهله مجزّرين ، وبينهم مهجة الزهراء (عليها السّلام) بحالة تنفطر لها السّماوات وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا ، عظم ذلك عليه واشتدّ قلقه فلمّا تبيّنت ذلك منه زينب الكبرى بن علي (ع) (٤) أهمّها أمر الإمام فأخذت تسلّيه وتصبّره وهو الذي لا توازن الجبال بصبره ، وفيما قالت له :
ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وإخوتي ، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السّماوات ، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يُدرس أثره ولا يُمحى رسمه على كرور الليالي والأيّام ، وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلاّ علوّاً (٥).
لله صبر زينب العقيلة |
|
كم صابرت مصائباً مهولة |
__________________
(١) مصباح الكفعمي ص ٣٧٦ ، طبعة الهند.
(٢) تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٣٥.
(٣) من قصيدة للعلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.
(٤) زينب الملقبة الكبرى ، هي ابنة فاطمة الزهراء (ع) ، وقد وصفها بذلك الطبري في تاريخه ٦ ص ٨٩ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ص ١٥٨. وفي المعارف لابن قتيبة : فأمّا زينب الكبرى بنت فاطمة كانت عند عبد الله بن جعفر ، فولدت له أولاد.
(٥) كامل الزيارات ص ٢٦١ الباب الثامن والثمانون ، فضل كربلاء وزيارة الحسين (ع).