وصلبهما بالكناسة منكوسين (١) ، وأنفذ الرأسين إلى يزيد ، فنصبهما في درب من دمشق (٢).
وكتب إلى يزيد : أمّا بعد ، فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقّه وكفاه مؤنة عدوّه ، أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أنّ مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هاني بن عروة المرادي ، وإنّي جعلت عليهما العيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتّى استخرجتهما ، وأمكن الله منهما فضربتُ أعناقهما ، وبعثتُ إليك برأسيهما مع هاني بن أبي حيّة الوادعي الهمداني ، والزبير بن الاروح التميمي ، وهما من أهل السّمع والطاعة والنصيحة ، فليسألهما أمير المؤمنين عمّا أحبّ ، فإنّ عندهما علماً وصدقاً وفهماً وورعاً ، والسّلام.
وكتب يزيد إلى ابن زياد : أمّا بعد ، فإنّك لَم تعد أنْ كنتَ كما اُحبّ ، عملت عمل الحازم ، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش ، فقد أغنيت وكفيت وصدقت ظنّي بك ورأيي فيك ، وقد دعوت رسوليك فسألتهما وناجيتهما ، فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرتَ فاستوص بهما خيراً ، وإنّه قد بلغني أنّ الحسين بن علي قد توجّه نحو العراق ، فضع المناظر والمسالح ، واحترس على الظن ، وخذ على التهمة (٣) ، وهذا الحسين قد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلادك من بين البلدان ، وابتليت
__________________
فاُحرقت جثته بعد ان وضع في جوف حمار. وفي كامل ابن الأثير ١١ ص ١٥٣ حوادث سنة ٥٥٥ ، عليه مروج الذهب : لمّا قتل ظهير الدين ابن العطار أمر فوضعوا حبلاً في مذاكيره وسحبوه في الشوارع ، ووضعوا في يده مغرفة فيها عذرة وفي يده الاُخرى وضعوا قلماً وهم يصيحون : وقّع لنا يا مولانا.
وفي مضمار الحقائق لصاحب حماة محمّد بن تقي الدين الأيوبي / ١٢ : أنّ بعضهم قطع اُذنه وذلك في ١٥ ذي القعدة سنة (٥٧٥ هـ).
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٢١ ، ومقتل الخوارزمي ١ ص ٢١٥ : وهذه الفعلة لا يأتي بها إلاّ من خرج عن ربقة الإسلام ، ولم يحمل أقلّ شيء من العطف والرقّة ، وبمثلها صنع الحَجّاج بعبد الله بن الزبير ، كما في أنساب الأشراف للبلاذري ٥ ص ٢٦٨ ، وابن حبيب في المحبر ص ٤٨١.
وفي مختصر تاريخ الدول لابن العبري ص ١١٦ : إن الملك نارون صلب فطرسا وبولسا منكوسين بعد أن قتلهما.
وفي حياة الحيوان مادة الكلب : إنّ ابراهيم الفزاري ضبطت عليه اُمور منكرة من الاستهزاء بالله والأنبياء فأفتى فقهاء القيروان بقتله وصلب منكساً ثم اُنزل واُحرق بالنّار.
وفي المحبر لمحمد بن حبيب ص ٤٨١ طبعة حيدر آباد : صلب الحَجّاج بن يوسف عبدَ الله بن الزبير بمكة منكساً.
(٢) تاريخ أبي الفدا ١ ص ١٩٠ ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٥٧.
(٣) تاريخ الطبري ٦ ص ٢١٤.