تسمى (العقر) (١) فقال (ع) : «نعوذ بالله من العقر».
والتفت الحسين إلى الحرّ وقال : سِر بنا قليلاً فساروا جميعاً حتّى إذا وصلوا أرض كربلاء وقف الحرّ وأصحابه أمام الحسين (ع) ومنعوه عن المسير وقالوا : إنّ هذا المكان قريب من الفرات. ويقال : بيناهم يسيرون إذ وقف جواد الحسين ولم يتحرّك ، كما أوقف الله ناقة النّبي (ص) عند الحديبيّة (٢) فعندها سأل الحسين عن الأرض. قال له زهير : سِر راشداً ولا تسأل عن شيء حتّى يأذن الله بالفرَج ، إنّ هذه الأرض تسمّى الطف. فقال (عليه السّلام) : «فهل لها اسم غيره؟» قال : تُعرف كربلاء. فدمعت عيناه (٣) وقال : «اللهمّ ، أعوذ بك من الكرب والبلاء (٤) ، ههنا محطّ ركابنا وسفك دمائنا ومحلّ قبورنا ، بهذا حدّثني جدّي رسول الله» (٥).
تالله لا أنسى وإن نسي الورى |
|
بالطفَّ وقفة مهره المتسرِّع |
أجَواده هل قيدتك يد الردى |
|
حتّى وقفت به وقوف تمنّع |
قد كنت أسرع من وميض سحابة |
|
نزل البلا اسرعت ام لم تسرع |
هلا تنكَّبت الطريق وَحِدتَ عن |
|
ذاك المضيق إلى الفضاء الأوسع |
__________________
(١) الغاضرية : قرية منسوبة إلى غاضرة من بني أسد. وقيل : تقع في شمالي قبر عون. وفي مناهل الضرب للسيّد جعفر الأعرجي الكاظمي مخطوط في مكتبة الحجّة الشيخ آغا بزرگ الطهراني : هو عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن أحمد المسود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين (ع) ، سكن الحائر المقدس وله ضيعة على فرسخ من كربلاء ، أدركه الموت بها فدفن فيها ، وعليه قبة ويقصد بالزيارة والنذور. واشتبه على النّاس أنّه عون بن علي بن أبي طالب ، أو عون بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، فإنّ الأخير دفن في حومة الشهداء بالحائر.
وهناك آثار قلعة تعرف بقلعة بني أسد. وأمّا شفية : فهي بئر لبني أسد. والعقر : كانت به منازل بخت نصر. ويوم العقر : قتل به يزيد بن المهلّب سنة ١٠٢ ـ ، وهذه قرى متقاربة. وقال البكري في المعجم ممّا استعجم ٣ / ٩٥ : كانوا يقولون ضحى بنو حرب بالدين يوم كربلاء وضحى بنو مروان بالمروءة يوم العقر ، يعنون قتل الحسين بكربلاء وقتل يزيد بن المهلب بالعقر. وفي تاريخ الموصل لابن إياس المتوفّى سنة ٣٣٤ ص ١٦ قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي : فتك والله بالكرم يوم فتك بآل المهلّب. وفي ص ١٦ : أنّ الفرزدق رثى يزيد ابن المهلّب بأبيات منها :
ولا حملت اُنثى ولا وضعت |
|
بعد الاغر اصيب بالعقر |
(٢) منتخب الطريحي ص ٣٠٨ ، المطبعة الحيدرية ، سنة ١٣٦٩.
(٣) تحفة الأزهار لابن شدقم ـ مخطوط ـ ، وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ٣ ص ٢٠٩ : سأل الحسين عن الأرض ، فقيل : كربلاء. قال : «كرب وبلاء».
(٤) البحار ١٠ ص ١٨٨.
(٥) اللهوف.