والبكاء على أبيه ، ولم يزل باكياً ليله ونهاره ، فقال له بعض مواليه : إنّي أخاف عليك أنْ تكون من الهالكين. فقال (ع) : «يا هذا ، إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إنّ يعقوب كان نبيّاً فغيّب الله عنه واحداً من أولاده وعنده اثنا عشر ، وهو يعلم أنّه حيّ فبكى عليه حتّى أبيضّت عيناه من الحزن ، وإنّي نظرت إلى أبي وإخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي ، فكيف ينقضي حزني؟! وإنّي لا أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني العبرة ، وإذا نظرت إلى عمّاتي وأخواتي ذكرت فرارهنّ من خيمة إلى خيمة».
رأى اضطرام النّار في الخباء |
|
وهو خباء العزِّ والإباء |
||
رأى هجوم الكفر والضلالة |
|
على بنات الوحي والرسالة |
||
شاهد في عقائل النبوّة |
|
ما ليس في شريعة المروَّة |
||
من نهبها وسلبها وضربها |
|
ولا مجير قطّ غير ربِّها |
||
شاهد سَوق الخفرات الطّاهرة |
|
سوافر الوجوه لابن العاهرة |
||
رأى وقوف الطّاهرات الزاكية |
|
قبالة الرجس يزيد الطّاغية |
||
وهنَّ في الوثاق والحبال |
|
في محشد الأوغاد والأنذال (١) |
||
إليك يا رسول الله المشتكى ممّا أتت به اُمّتك مع أبنائك الأطهرين من الظلم والاضطهاد. والحمد لله ربّ العالمين.
__________________
(١) للحجّة الشيخ محمّد حسين الاصفهاني.