كالليث أو كالغيث في يومي وغىً |
|
وندىً غدت هباتها وهباتها |
حتّى إذا نزلوا العراق فأشرقت |
|
أكنافها وزهت بهم عرصاتها |
ضربوا الخيام بكربلا وعليهم |
|
قد خيَّمت ببلائها كُرُباتها |
نزلوا بها فانصاع من شوك القنا |
|
ولظى الهواجر ماؤها ونباتها |
وأتت بنو حرب تروم ودون ما |
|
رامت تخرُّ من السَّما طبقاتها |
رامت بأن تعنو لها سفهاً وهل |
|
تعنو لشرِّ عبيدها ساداتها |
وتسومها إمّا الخضوع أو الردى |
|
عزّاً وهل غير الإباء سماتها |
فأبوا وهل من عزّة أو ذلّة |
|
إلاّ وهم آباؤها واُباتها |
وتقحّموا ليل الحروب فأشرقت |
|
بوجوههم وسيوفهم ظلماتها |
وبدت علوج اُميّة فتعرّضت |
|
للأسد في يوم الهياج شياتها |
تعدو لها فتميتها رعباً وذي |
|
يوم اللقا بعداتها عاداتها |
فتخرُّ بعد قلوبها أذقانها |
|
وتفرّ قبل جسومها هاماتها |
وباُسرة من آل أحمد فتية |
|
صينت ببذل نفوسها فتياتها |
يتضاحكون إلى المنون كأنّ في |
|
راحاتها قد أترعت راحاتها |
وترى الصّهيل مع الصّليل كأنَّه |
|
فيهم قيان رجّعت نغماتها |
وكأنّما سمر الرماح معاطف |
|
فتمايلت لعناقها قاماتها |
وكأنَّما بيض الظَّبى بيض الدّمى |
|
ضمنت لمى رشفاتها شفراتها |
وكأنّما حمر النّصول أنامل |
|
قد خضَّبتها عندماً كاساتها |
ومذ الوغى شبَّت لظى وتقاعست |
|
دون الشّدائد نكّصاً شدَّاتها |
وغدت تعوم من الحديد بلجَّة |
|
قد أنبتت شجر القنا حافاتها |
خلعوا لها جنن الدُّروع ولاح من |
|
نيرانها لجنانهم جنّاتها |
وتزاحفوا يتنافسون على لقى |
|
الآجال تحسب أنّها عاداتها |
بأكفّها عوج الأسنّة ركّع |
|
ولها الفوارس سجَّد هاماتها |
حتّى إذا وافت حقوق وفائها |
|
وعلت بفردوس العلى درجاتها |
شاء الإله فنكّست أعلامها |
|
وجرى القضاء فنكَّصت راياتها |
وهوت كما انهالت على وجه الثرى |
|
من صمِّ شاهقة الذرى هضباتها |
وغدت تقسّم بالظّبى أشلاؤها |
|
لكن تزيد طلاقة قسماتها |
ثمّ انثنى فرداً أبو السجّاد فاج |
|
تمعت عليه طغامها وطغاتها |