حجّة يوم ذاك داحضة ، وعلائق عذر منقطعة ، فتحرّ من أمرك ما يقوم به عذرك (١) ، وتثبت به حجّتك ، وخذ ما يبقى لك ممّا لا تبقى له (٢) ، وتيسّر لسفرك ، وشم برق النّجاة ، وارحل مطايا التّشمير
٢١٩ ـ ومن كلام له عليه السّلام
واللّه لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّدا (٣) ، وأجرّ فى الأغلال مصفّدا أحبّ إلىّ من أن ألقى اللّه ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد ، وغاصبا لشىء من الحطام ، وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها (٤) ويطول فى الثّرى حلولها؟! واللّه لقد رأيت عقيلا (٥) وقد أملق حتّى استماحنى من برّكم صاعا ، ورأيت
__________________
خص ذلك اليوم لأحد من المكلفين فى حركة من الحركات المحقرات المستصغرات إلا إذا كانت قد فعلها بحقّ ، قاله ابن أبى الحديد
(١) تحر : من التحرى ، أى : اطلب ما هو أحرى وأليق لأن يقوم به عذرك
(٢) ما يبقى لك هو العمل الصالح ، فخذه من الدنيا التى لا تبقى لها ، وتيسر : تأهب ، وشام البرق : لمحه ، ورحل المطية : وضع عليها رحلها للسفر
(٣) كأنه يريد من الحسك : الشوك ، والسعدان : نبت ترعاه الابل له شوك تشبه به حلمة الثدى ، والمسهد : من «سهده» إذا أسهره ، والمصفد : المقيد
(٤) يريد من النفس نفسه كرم اللّه وجهه ، أى : كيف أظلم لأجل منفعة نفس يسرع إلى الفناء قفولها ، أى : رجوعها ، والثرى : التراب
(٥) عقيل : أخوه ، وأملق : افتقر أشد الفقر ، واستماحنى : استعطانى ، والبر : القمح