قد طوّق بخلاف ما صبغ به
ومن أعجبها خلقا الطّاووس الّذى أقامه فى أحكم تعديل ، ونضّد ألوانه فى أحسن تنضيد (١) ، بجناح أشرج قصبه ، وذنب أطال مسحبه ، إذا درج إلى الأنثى نثره من طيّه ، وسما به مظلاّ على رأسه (٢) كأنّه قلع دارىّ عنجه نوتيّه يختال بألوانه ، ويميس بزيفانه ، يفضى كإفضاء الدّيكة (٣) ويؤرّ بملاقحة أرّ الفحول المغتلمة فى الضّراب! أحيلك من ذلك على معاينة (٤) لا كمن يحيل على ضعيف إسناده ، ولو كان كزعم من يزعم أنّه يلقح بدمعة تسفحها
__________________
إلا لون عنقه فانه يخالف سائر بدنه ، كأنه طوق صيغ لحليته (١) التنضيد : النظم والترتيب. وقوله «أشرج قصبه» أى : داخل بين آحاده ونظمها على اختلافها فى الطول والقصر ، وإذا مشى إلى أنثاه ليسافدها نشر ذلك الذنب بعد طيه
(٢) «سما به» أى : ارتفع به ، أى : رفعه ، مطلا على رأسه ، أى : مشرفا عليه كأنه يظله ، والقلع ـ بكسر فسكون ـ : شراع السفينة. وعنجه : جذبه فرفعه ، من «عنجت البعير» إذا جذبته بخطامه فرددته على رجليه ، ويختال : يعجب. ويميس : يتبختر بزيفان ذنبه ، وأصل الزيفان : التبختر أيضا ، ويريد به هنا حركة ذنب الطاووس يمينا وشمالا
(٣) «يفضى» أى : يسافد أنثاه كما تسافد الديكة : جمع ديك. ويؤر ـ كيشد ـ أى : يأتى أنثاه بملاقحة ، أى : مسافدة يفرز فيها مادة تناسلية من عضو التناسل يدفعها فى رحم قابل ، والمغتلمة ـ على صيغة اسم الفاعل ـ من «اغتلم» إذا غلب للشهوة ، والضراب : لقاح الفحل لأنثاه
(٤) أى : إن لم يكفك الخبر فأنى أحولك عنه إلى المعاينة فاذهب وعاين تجد صدق ما أقول