أمير المؤمنين صلوات الله عليه. وهو قول مجاهد.
وفي كتاب شواهد التنزيل بالإسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «لقد عرّف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا أصحابه مرّتين. أمّا مرّة فحيث قال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. وأمّا الثانية فحيث نزلت هذه الآية : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) أخذ رسول الله بيد عليّ فقال : أيّها الناس هذا صالح المؤمنين» (١).
وقالت أسماء بنت عميس : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «وصالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب».
(وَالْمَلائِكَةُ) على تكاثر عددهم وامتلاء السماوات من جموعهم (بَعْدَ ذلِكَ) بعد نصرة الله وناموسه وصالح المؤمنين (ظَهِيرٌ) فوج مظاهر له ، كأنّهم يد واحدة على من يعاديه. فما يبلغ تظاهر امرأتين على من هؤلاء ظهراؤه؟
ومظاهرتهم من جملة نصرة الله. فكأنّه فضّل نصرته تعالى بهم وبمظاهرتهم على غيرها من وجوه نصرته تعالى ، لفضلهم على جميع خلقه.
(عَسى رَبُّهُ) أي : واجب منه ، فإنّ «عسى» و «لعلّ» من الله واجب (إِنْ طَلَّقَكُنَ) يا معاشر أزواج النبيّ (أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) على التغليب ، أو تعميم الخطاب. وقرأ نافع وأبو عمرو : يبدله بالتخفيف. وليس فيه ما يدلّ على أنّه لم يطلّق حفصة. وأزواج النبيّ قبل عصيانهنّ كنّ أخيار النساء ، فلمّا آذين رسول الله وعصينه لم يبقين على تلك الصفة ، فكان غيرهنّ من المطيعات لرسول الله والنازلات عن هواهنّ ورضاهنّ خيرا منهنّ.
وقد عرّض بذلك في قوله : (مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ) مقرّات مخلصات ، أو منقادات مصدّقات (قانِتاتٍ) مصلّيات ، أو مواظبات على الطاعة ، أو متذلّلات
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢ : ٣٥٢ ح ٩٩٦.