المهتدي له. والمراد تمثيل المشرك والموحّد بالسالكين ، والدينين بالمسلكين.
ولعلّ الاكتفاء بما في الكبّ من الدلالة على حال المسلك بدون ذكر الطريق ، للإشعار بأنّ ما عليه المشرك لا يستأهل أن يسمّى طريقا ، كمشي المتعسّف في مكان متعاد (١) غير مستو.
وقيل : (فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا) هو الّذي يحشر على وجهه إلى النار ، و (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) الّذي يحشر على قدميه إلى الجنّة.
وعن قتادة : الكافر أكبّ على المعاصي ، فحشره الله يوم القيامة على وجهه.
وعن الكلبي : عني به أبو جهل بن هشام ، وبالسويّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقيل : حمزة بن عبد المطّلب.
(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧))
(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ) بأن أخرجكم من العدم إلى الوجود (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) لتسمعوا المواعظ (وَالْأَبْصارَ) لتنظروا صنائعه (وَالْأَفْئِدَةَ) لتتفكّروا وتعتبروا (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) أي : تشكرون شكرا قليلا. أو في زمان قليل
__________________
(١) تعادى المكان : تفاوت ولم يستو.