الهائلة العامّة ، أم الثانية الّتي عندها يحيي الله الخلق جميعا يوم القيامة ، وتسمّى صيحة الساعة. والفاء للسببيّة ، كأنّه قال : اصبر على أذاهم ، فبين أيديهم نفخ الصور الّذي يلقون في يومه عاقبة أمرهم ، وتلقى عاقبة صبرك عليه.
و «إذا» ظرف لما دلّ عليه قوله : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكافِرِينَ) فإنّ معناه : فإذا نقر في الناقور عسر الأمر على الكافرين. و «ذلك» إشارة إلى وقت النقر. وهو مبتدأ ، خبره «يوم عسير». و «يومئذ» بدله. كأنّه قيل : فيوم النقر يوم عسير. أو ظرف لخبره ، إذ التقدير : فذلك الوقت وقت وقوع يوم عسير. (غَيْرُ يَسِيرٍ) تأكيد يمنع أن يكون عسيرا عليهم من وجه دون وجه ، ويشعر بيسره على المؤمنين ، ليجمع بين وعيد الكافرين وزيادة غيظهم ، وبشارة المؤمنين وتسليتهم.
ويجوز أن يراد أنّه عسير لا يرجى أن يرجع يسيرا ، كما يرجى تيسّر العسير من أمور الدنيا.
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢) وَبَنِينَ شُهُوداً (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (٢٣) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَما