نطفة إلى أن يموت على سبعة وثلاثين حالا.
وقيل : معناه : لتركبنّ منزلة عن منزلة ، وطبقة عن طبقة. وذلك أنّ من كان على صلاح دعاه ذلك إلى صلاح فوقه ، ومن كان على فساد دعاه إلى فساد فوقه ، لأنّ كلّ شيء يجرّ إلى شكله.
وقيل : لتركبنّ سنن من قبلكم من الأوّلين وأحوالهم. وروي ذلك عن الصادق عليهالسلام. والمعنى : أنّه يكون فيكم ما كان فيهم ، ويجري عليكم ما جرى عليهم ، حذو القذّة بالقذّة.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : لتركبنّ بالفتح ، على أنّه خطاب الإنسان باعتبار اللفظ.
وعن مجاهد والكلبي : الخطاب للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، على معنى : لتركبنّ حالا شريفة ومرتبة عالية بعد حال ومرتبة ، في القرب من الله ورفعة المنزلة عنده. أو طبقا من أطباق السماء بعد طبق في ليلة المعراج. والمعنى : طبقا مجاوزا لطبق.
وروى البخاريّ (١) في الصحيح عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، أنّه كان يقرأ : لتركبنّ بالياء. قال : يعني نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم حالا بعد حال.
(فَما لَهُمْ) لكفّار قريش (لا يُؤْمِنُونَ) بيوم القيامة (وَإِذا قُرِئَ) عطف على «لا يؤمنون» أي : فما لهم إذا قرئ (عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) لا يخضعون ولا يستكينون ، أي : ما الّذي يصرفهم عن الخضوع والاستكانة عند تلاوة القرآن ، أو عن أن يسجدوا لتلاوة القرآن ، لما روي : أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قرأ (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (٢)
فسجد هو ومن معه من المؤمنين ، وقريش تصفق فوق رؤوسهم وتصفر ، فنزلت. وعن أبي هريرة : أنّه سجد فيها وقال : والله ما سجدت فيها إلّا بعد أن رأيت رسول
__________________
(١) صحيح البخاري ٦ : ٢٠٨.
(٢) العلق : ١٩.