(فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) عليّة المحلّ أو القدر (لا تَسْمَعُ فِيها) يا مخاطب ، أو الوجوه. وقرأ على بناء المفعول بالياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس. وبالتاء نافع.
(لاغِيَةً) لغوا ، أو كلمة ذات لغو ، أو نفسا تلغو ، فإنّ أهل الجنّة لا يتكلّمون إلّا بالذكر والحكم ، وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم.
(فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) يجري ماؤها ولا ينقطع. يريد عيونا في غاية الكثرة ، كقوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ) (١). فهي اسم جنس. والتنوين للتعظيم. فلكلّ إنسان في قصره من الجنّة عين جارية من كلّ شراب يشتهيه.
(فِيها سُرُرٌ) ألواحها من ذهب مكلّلة بالزبرجد والدرّ والياقوت (مَرْفُوعَةٌ) رفيعة السمك ، ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوّله ربّه من الملك والنعيم الدائم. أو رفيعة القدر.
(وَأَكْوابٌ) جمع كوب. وهو إناء من ذهب وفضّة لا عروة له. (مَوْضُوعَةٌ) بين أيديهم لا يحتاجون إلى أن يدعوا بها. أو على حافّات العيون معدّة للشرب.
(وَنَمارِقُ) جمع نمرقة بالفتح والضمّ ، وهي الوسادة (مَصْفُوفَةٌ) بعضها إلى جنب بعض ، أينما أراد أن يجلس جلس على مسورة (٢) واستند إلى اخرى.
(وَزَرابِيُ) وبسط عراض فاخرة. وقيل : هي الطنافس (٣) الّتي لها خمل رقيق. جمع زربية. (مَبْثُوثَةٌ) مبسوطة ، أو مفرّقة في المجالس.
(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ
__________________
(١) التكوير : ١٤.
(٢) المسورة : متّكأ من جلد.
(٣) الطنافس جمع الطنفسة : البساط ، الحصير.