وذلك عاشرها ، فقد روي مرفوعا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
أو الوتر آدم ، شفّع بزوجته. أو الشفع الأيّام ، والوتر اليوم الّذي لا ليل بعده ، وهو يوم القيامة. أو الشفع عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، والوتر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. أو الصفا والمروة ، والوتر البيت. فلعلّه (١) أفرد بالذكر من أنواع المدلول ما رآه أظهر دلالة على التوحيد ، أو مدخلا في الدين ، أو مناسبة لما قبلها ، أو أكثر منفعة موجبة للشكر.
وقرأ حمزة والكسائي : والوتر ، بفتح الواو. وهما لغتان ، كالحبر والحبر.
(وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) إذا يمضي ، كقوله : (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) (٢). وأصله : يسري ، حذف الياء اكتفاء بالكسرة تخفيفا. وقد خصّه نافع وأبو عمرو بالوقف. والتقييد بذلك لما في التعاقب من قوّة الدلالة على كمال القدرة ووفور النعم.
(هَلْ فِي ذلِكَ) الإقسام ، أو المقسم به (قَسَمٌ) حلف ، أو محلوف به (لِذِي حِجْرٍ) يعتبره ويعظم بالإقسام به ، ويؤكّد به ما يريد تحقيقه. والحجر : العقل. سمّي به لأنّه يحجر عمّا لا ينبغي ، كما سمّي عقلا ونهية وحصاة من الإحصاء ، وهو الضبط. وفي هذا تعظيم وتأكيد لما وقع به القسم.
والمعنى : أنّ من كان ذا لبّ علم أنّ ما أقسم الله به من هذه الأشياء فيه عجائب ودلائل على توحيد الله ، توضح عن عجائب صنعه وبدائع حكمته.
والمقسم عليه محذوف ، وهو : ليعذّبنّ. يدلّ عليه قوله : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ). الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفيه تنبيه للكفّار على ما فعله سبحانه بالأمم السابقة لمّا كفرت بالله وبأنبيائه ، وكانت أطول أعمارا وأشدّ قوّة. وعاد قوم ثمود ، سمّوا باسم أبيهم ، كما سمّي بنو هاشم باسمه. وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.
__________________
(١) خبر لقوله : ومن فسّرهما ... ، في بداية الفقرة.
(٢) المدّثر : ٣٣.