العماد ، وأمر على صنعتها مائة قهرمان ، مع كلّ قهرمان ألف من الأعوان. وكتب إلى كلّ ملك في الدنيا أن يجمع له ما في بلاده من الجواهر. وكان هؤلاء القهارمة أقاموا في بنيانها في ثلاثمائة سنة ، وكان عمره تسعمائة سنة ، فلمّا فرغوا منها جعلوا عليها حصنا ، وجعلوا حول الحصن ألف قصر.
ثمّ سار الملك إليها في جنده ووزرائه ، فلمّا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عزوجل عليه وعلى من معه صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا ، ولم يبق منهم أحد. وسيدخلها في زمانك رجل من المسلمين ، أحمر أشقر قصير ، على حاجبه خال ، وعلى عنقه خال ، يخرج في طلب إبل له في تلك الصحاري. والرجل عند معاوية ، فالتفت كعب إليه وقال : هذا والله ذاك الرجل.
(وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ) قطعوا صخر الجبال واتّخذوا فيها بيوتا ومنازل ، لقوله : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) (١) (بِالْوادِ) وادي القرى. قيل : أوّل من نحت الجبال والصخور والرخام ثمود ، وبنوا ألفا وسبعمائة مدينة كلّها من الحجارة.
(وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ) لكثرة جنوده ومضاربهم الّتي كانوا يضربونها بالأوتاد إذا نزلوا. أو لتعذيبه بالأوتاد ، كما روي عن ابن مسعود ومجاهد : كان يشدّ الرجل بأربعة أوتاد على الأرض إذا أراد تعذيبه ، ويتركه حتّى يموت. قال : وتّد امرأته آسية بأربعة أوتاد ، ثمّ جعل على ظهرها رحى عظيمة حتّى ماتت. وكذا فعل بماشطة ابنته. وقد مرّ بيانه في سورة ص (٢).
(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ) صفة للمذكورين : عاد وثمود وفرعون. أو ذمّ منصوب أو مرفوع. (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ) بالكفر والظلم على العباد.
__________________
(١) الشعراء : ١٤٩.
(٢) راجع ج ٦ ص ١١ ، ذيل الآية ١٢ من سورة ص.