وجعل طاعته طاعته في قوله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) (١). (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (٢). وصلّى عليه في ملائكته ، وأمر المؤمنين بالصلاة عليه ، وخاطبه بالألقاب ، كرسول الله ونبيّ الله. ومنه : ذكره في كتب الأوّلين ، والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به.
وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه الآية قال : «قال لي جبرئيل : قال الله تعالى : إذا ذكرت ذكرت معي».
وفي هذا يقول حسّان بن ثابت يمدح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
أغرّ عليه للنبوّة خاتم |
|
من الله مشهور يلوح ويشهد |
وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه |
|
إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد |
وشقّ له من اسمه ليجلّه |
|
فذو العرش محمود وهذا محمّد |
وإنّما زاد ذلك ليكون إبهاما قبل إيضاح ، فيفيد المبالغة ، فإنّه لمّا قيل : «ألم نشرح لك» فهم أنّ ثم مشروحا ، ثمّ قيل : «صدرك» فأوضح ما علم مبهما. وكذلك «لك ذكرك» و «عنك وزرك».
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ) كضيق الصدر ، والوزر المنقض للظهر ، وضلال القوم وإيذائهم (يُسْراً) كالشرح ، والوضع ، والتوفيق للاهتداء والطاعة. فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يغمّك. وتنكيره للتعظيم ، كأنّه قيل : إنّ مع العسر يسرا عظيما وأيّ يسر. ومعنى المصاحبة المفهومة من «مع» المبالغة في معاقبة اليسر للعسر.
والمعنى : إنّ الله يصيبهم بيسر بعد العسر الّذي كانوا فيه بزمان قريب جدّا. فقرّب اليسر المترقّب حتّى جعله كالمقارن للعسر ، زيادة في التسلية ، وتقوية للقلوب. فاتّصاله به اتّصال المتقاربين.
__________________
(١) النساء : ١٣.
(٢) المائدة : ٩٢.