عبد الله ، غيّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اسمه ، وقال : إنّ حبابا اسم شيطان ـ وكان مخلصا ، وقال لأبيه : وراءك والله لا تدخلها حتّى تقول : رسول الله الأعزّ وأنا الأذلّ. فلم يزل حبيسا في يده حتّى أمره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتخليته.
وروي : أنّه قال له : لئن لم تقرّ لله ورسوله بالعزّ لأضربنّ عنقك.
فقال : ويحك أفاعل أنت؟
قال : نعم.
فلمّا رأى منه الجدّ قال : أشهد أنّ العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين.
فقال رسول الله لابنه : جزاك الله عن رسوله وعن المؤمنين خيرا» (١).
وروي : أنّه لمّا بان كذب عبد الله قيل له : قد نزلت فيك آي شداد ، فاذهب إلى رسول الله يستغفر لك. فلوى رأسه ، ثمّ قال : أمرتموني أن أومن فآمنت ، وأمرتموني أن أزكّي مالي فزكّيت ، فما بقي إلّا أن أسجد لمحمّد. فنزلت فيه :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) عطفوها إعراضا واستكبارا عن ذلك. وقرأ نافع بتخفيف الواو. (وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ) يعرضون عن الاستغفار (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) عن الاعتذار.
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) أي : يتساوى الاستغفار لهم وعدم الاستغفار. وعن الحسن : أخبره سبحانه أنّهم يموتون على الكفر فلم يستغفر لهم. (لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) لرسوخهم في كفرهم وإن أظهروا الإسلام (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الخارجين عن مظنّة الاستصلاح ، لانهماكهم في الكفر والنفاق.
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ) أي : للأنصار (لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) من المؤمنين المحتاجين (حَتَّى يَنْفَضُّوا) يتفرّقوا ، يعنون فقراء المهاجرين (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) بيده الأرزاق والقسم ، فهو رازقهم منها وإن أبى أهل
__________________
(١) الكشّاف ٤ : ٥٤١ ـ ٥٤٣.