المدينة أن ينفقوا عليهم (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ) عبد الله وأضرابه (لا يَفْقَهُونَ) ذلك لجهلهم بالله ، فيهذّون (١) بما يزيّن لهم الشيطان.
(يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ) من غزوة بني المصطلق (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ) يعنون أعزّهم بإنفاق الأموال (مِنْهَا الْأَذَلَ) يعنون رسول الله والمؤمنين (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ) القوّة والغلبة (وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ولمن أعزّه الله من رسوله والمؤمنين به. وهم الأخصّاء بذلك ، كما أنّ المذلّة والهوان للشيطان وذويه من الكافرين والمنافقين.
وقيل : لله العزّة بالربوبيّة ، ولرسوله بالنبوّة ، وللمؤمنين بالعبوديّة.
وقيل : عزّ الله خمسة : عزّ الملك والبقاء ، وعزّ العظمة والكبرياء ، وعزّ البذل والعطاء ، وعزّ الرفعة والعلاء ، وعزّ الجلال والبهاء.
وعزّ الرسول خمسة : عزّ السبق والابتداء ، وعزّ الأذان والنداء ، وعزّ تقدّمه على الأنبياء ، وعزّ الاجتباء والاصطفاء ، وعزّ الظهور على الأعداء.
وعزّ المؤمنين خمسة : عزّ التأخير. بيانه : نحن الآخرون السابقون. وعزّ التيسير. بيانه : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (٢). (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) (٣). وعزّ التبشير. بيانه : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً) (٤). وعزّ التوقير. بيانه : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) (٥). وعزّ التكثير. بيانه أنّهم أكثر الأمم.
(وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) من فرط جهلهم وغرورهم.
__________________
(١) أي : يلهجون وينطقون.
(٢) القمر : ١٧.
(٣) البقرة : ١٨٥.
(٤) الأحزاب : ٤٧.
(٥) آل عمران : ١٣٩.