وفيه تقدم الاسم النافى (غير) على اسم الفاعل من (برح) ، وهو (بارح) ، واسم (بارح) ضمير مستتر فيه ، أما خبره فهو (معلل) ، وهو منصوب.
وقد يغنى عن الحرف النافى (قلما) ، كما ورد فى قول الشاعر :
قلّما يبرح المطيع هواه |
|
وجلا ذا كابة وغرام (١) |
حيث تقدم الفعل الناقص (يبرح) (قلما) فأغنت عن الحرف النافى الواجب سبقه له.
وإذا ذكرت هذه الأفعال ناقصة ولم يذكر النفى قبلها فإنه يقدّر محذوفا ، ويكون ذلك بعد قسم متقدم على الفعل الناقص ، من ذلك قوله تعالى : (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [يوسف : ٨٥].
أى : لا تفتؤ تذكر بحذف حرف النفى ، ولو أنه كان بدون نفى للزمه نون التوكيد ولام الابتداء معا ؛ لأنه جواب القسم (تالله) ، فلما خلا الفعل (تفتؤ) منهما دلّ على أن فيه نفيا محذوفا ، وأصبح فعلا ناقصا ، واسمه الضمير المستتر فيه تقديره : أنت ، وخبره الجملة الفعلية (تذكر).
__________________
(الهوى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (غير) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. وهى مضاف و (بارح) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(معلل) حال ثانية منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. وهى مضاف و (نفس) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (باختلاسة) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بمعلل. (ناظر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(١) عمدة الحافظ ١٠٠.
(قلما) فعل ماض مبنى على الفتح ، و (ما) كافة له حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (يبرح) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (المطيع) اسم يبرح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(هواه) مفعول به للمطيع منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (وجلا) خبر يبرح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ذا) خبر ثان ليبرح منصوب ، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف ، و (كآبة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. و (غرام) حرف عطف مبنى ومعطوف على كآبة مجرور ، وعلامة جره الكسرة.