ومنه : لا أفعل المنكر ألبتة ، أى : أبتّه ألبتة. حيث إن الجملة السابقة للمصدر تحتمل استمرار النفى وانقطاعه. فلما ذكر المصدر أفاد ذكره استمرار النفى.
٨ ـ المصدر الذى يقع بعد جملة مشتملة عليه لفظا :
ولا بد من توافر خمسة شروط فى هذا التركيب :
أولها : أن يكون المصدر مقصودا به التشبيه.
ثانيها : أن يكون مشعرا بالحدوث ، أى : ليس شيئا ثابتا فى طبيعة ما وضع له ، أو : أن يكون فعلا علاجيا ، أى : يحتاج إلى تحريك عضو من الأعضاء.
ثالثها : أن يكون قبله جملة تشتمل المصدر ، أى : على اسم بمعناه.
رابعها : أن تشتمل الجملة السابقة عليه على فاعل المصدر ، أو صاحبه.
خامسها : أن يكون ما تضمنته الجملة غير صالح للعمل في المصدر ومثاله في كتب النحاة : لزيد صوت صوت حمار. برفع (صوت) الأولى ، ونصب (صوت) الثانية : أو مررت فإذا له صوت صوت حمار. وله بكاء بكاء ذات داهية. برفع (بكاء) الأولى ، ونصب (بكاء) الثانية. فالمصدر الثانى فيما سبق فعل واقع بعد جملة ، وهى : (لزيد صوت ، له صوت ، له بكاء).
وتلك الجملة تتضمن اسما بمعناه ، وهو المصدر الأول : (صوت ، صوت ، بكاء).
كما أنها تتضمن صاحب المصدر ، وهو : (زيد ، والهاء ، والهاء).
كما أن المصدر الثانى علاجى ، أى : يحتاج إلى تحريك عضو من الأعضاء فيه معنى التشبيه.
ولا يصلح للمصدر الأول العمل فى المصدر الثانى ، ذلك مع الحرف المصدر ، أو بدونه ؛ لأن المعنى لا يتحمل ذلك ، حيث إنه يتطلب أنك مررت به فى حال تصويت ، أو فى حال بكاء.