وقد كان يجب أن يقدم باب ما يخبر فيه (بالذي) ولا يجوز أن يخبر عنه بالألف واللام ولكنا أخرناه ليزداد وضوحه بعد هذه الأبواب.
فأما ما قاسه النحويون من المحذوفات في الكلام ومن إدخال (الذي) على (الذي) و (التي) وركبوه من ذلك فنحو نفرده بعد إن شاء الله.
الأول : باب الفعل الذي لا يتعدى الفاعل إلى المفعول :
وهو (ذهب زيد وقعد خالد) وكذلك جميع ما أشبهه من الأفعال التي لا تتعدى إذا قيل لك أخبر عن (زيد) بالذي قلت : (الذي ذهب زيد) فالذي مبتدأ و (ذهب) صلته وفيه ضمير الفاعل وهو يرجع إلى (الذي) فقد تم (الذي) بصلته وخبره زيد ، فإن قيل لك أخبر عنه بالألف واللام قلت : (الذاهب أخوك) فرفعت الذاهب ؛ لأنه اسم ومعناه : (الذي ذهب) ولم يكن بد من رفعه ؛ لأن اللام لا تنفصل من الصلة كإنفصال (الذي) وهي جزء من الاسم ولكن المعنى معنى (الذي) ، فإن ثنيت (الذي) قلت : (اللذان قاما أخواك) ، فإن جعلت (موضع) الذي الألف واللام قلت : (القائمان أخواك) ثنيت (القائم) إذ لم يكن سبيل إلى ثنية الألف واللام والتأويل : (اللذان قاما) ويرجع إلى الألف واللام الضمير الذي في (القائمين) وليست الألف بضمير في (قائمان) وإنما هي ألف التثنية مثلها في سائر الأسماء التي ليس فيها معاني الأفعال كما تقول : الزيدان أخواك ، فإن جمعت قلت : (الذين قاموا إخوتك) وبالألف واللام : (القائمون إخوتك) وتفسير الجمع كتفسير التثنية ومن استفهم قال القائمون إخوتك و (القائمان أخواك) ولا يجوز أن تقول القائم اخوتك على قول من قال أقائم أخوتك ؛ لأن قولهم : (أقائم أخوتك) تجري مجرى : أيقوم أخوتك وما كان فيه الألف واللام لا يجري هذا المجرى ؛ لأنه قد تكملّ اسما معرفة والمعارف لا تقوم مقام الأفعال ؛ لأن الأفعال نكرات ولكن لا يجوز أن تعمل ما في صلة الألف واللام وهو (قائم) فتقول : (القائم أبوه وأخوك والقائم أبوهما أخواكض) ولا يجوز أن تقول : (القائمان أبواهما أخواك) من أجل أنّ (قائم) قد عمل عمل الفعل وما تمت الألف واللام بعد بصلتهما وما لم يتم فلا يجوز أن يثنى فإذا أعملت (ما) في صلة الألف واللام في (فاعل) امتنعت التثنية وإنّما جاز أن تقول : (القائمان أخواك) ؛ لأن