وقال الآخر :
ربّما تكره النّفوس من الأمر |
|
له فرجة كحلّ العقال (١) |
فجعلها نكرة وأدخل عليها (ربّ).
واعلم أنه يجوز أن تقول : لأضربن أيهم في الدار وسأضرب أيهم في الدار ولا يجوز : (ضربت أيهم في الدار) وهذه المسألة سئل عنها الكسائي في حلقة يونس فأجازها مع المستقبل ولم يجزها مع الماضي فطولب بالفرق فقال : (أي) كذا خلقت.
قال أبو بكر : والجواب عندي في ذلك أن (أيا) بعض لما تضاف إليه مبهم مجهول فإذا كان الفعل ماضيا فقد علم البعض الذي وقع به الفعل وزال المعنى الذي وضعت له (أيّ) والمستقبل ليس كذلك.
__________________
أي للعاقل.
كما أنها وصفت بالنّكرة في نحو قولهم" مررت بمن معجب لك". ومثالها قول الفرزدق :
إني وإيّاك إذ حلّت بأرحلنا |
|
كمن بواديه بعد المحل ممطور |
أي كشخص ممطور بواديه. انظر معجم القواعد ٢٥ / ١٠١.
(١) قد تدخل" ما" النكرة الموصوفة على" ربّ" وتوصف بالجملة التي بعدها ، نحو قول أمية بن أبي الصّلت :
ربّما تكره النّفوس من الأم |
|
ر له فرجة كحلّ العقال |
والتّقدير : ربّ شيء تكرهه النّفوس ، وضمير له يعود على ما. وقد تلحق ربّ ما الزّائدة فتكفّها عن العمل فتدخل حينئذ على المعارف وعلى الأفعال فتقول : " ربّما عليّ قادم" و" ربّما حضر أخوك".
انظر معجم القواعد ١١ / ١.