فاليوم أشرب (١) غير مستحقب |
|
إثما من الله ولا واغل |
كان الأصل : أشرب فأسكن الباء كما تسكنها في (عضد) فتقول : (عضد) للإستثقال فشبه المنفصل والإعراب بما هو من نفس الكلمة وهذا عندي غير جائز لذهاب علم الإعراب ولكن الذين قالوا (وهو) فأسكنوا الهاء تشبيها (بعضد) والذين يقولون في (عضد) (عضد) وفي (فخذ) إنما يفعلون هذا إذا كانت العين مكسورة أو مضمومة فإذا انفتحت لم يسكنوا.
الثالث : ما غيرت حركته لغير إعراب :
تقول : هذا غلام فإذا أضفته إلى نفسك قلت : غلامي فزالت حركت الإعراب وحدث موضعها كسرة وقد ذكرت ذا فيما تقدم فهذه الياء تكسر ما قبلها إذا كان متحركا ، فإن كان قبلها ياء نحو : (يا قاضي) قلت : قاضيّ وجواريّ ، فإن كان قبلها واو ساكنة وقبلها ضمة قلبتها ياء وأدغمت نحو (مسلميّ) ، فإن كان ما قبلها ياء ساكنة وقبلها حرف مفتوح لم تغيرها تقول :(رأيت غلامي) تدع الفتحة على حالها وكل اسم آخره ياء يلي حرفا مكسورا فلحقته الواو والنون والياء للجمع تحذف منه الياء ويصير مضموما تقول في (قاض) إذا جمعت (قاضون) وقاضين لما لزم الياء التي هي لام السكون أسقطت لالتقاء الساكنين ، فإن أضفت (قاضون (٢)) إلى نفسك قلت : (قاضي) كما قلت : مسلميّ وتختلف العرب في إضافة المنقوص إلى الياء فمن العرب من يقول : بشراي بفتح الياء ومنهم من يقول : بشريّ ، وأما قولهم : في عليّ عليك ولديّ لديك فإنما ذاك ليفرقوا بينهما وبين الأسماء المتمكنة كذا قال سيبويه : وحدثنا الخليل إن ناسا من العرب يقولون : علاك ولداك وإلاك وسائر علامات المضمر المجرور بمنزلة الكاف
__________________
(١) ليس قوله أشرب مجزوما وإنما هو مرفوع ولكن حذفت الضمة للضرورة أو على تنزيل ربغ بالضم من قوله أشرب غير منزلة عضد بالضم فإنهم قد يجرون المنفصل مجرى المتصل فكما يقال في عضد بالضم عضد بالسكون كذلك قيل في ربغ بالضم ربغ بالإسكان. شرح شذور الذهب ١ / ٢٧٦.
(٢) إن جمع المنقوص هذا الجمع حذفت ياؤه وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء فتقول في قاض قاضون رفعا وقاضين جرا ونصبا. انظر شرح ابن عقيل ٤ / ١٠٩.