الثاني : الفعل المعتل (١) :
نحو : يرمي ويغزو وأخشى ويقضي ويرضى وجميع هذا يوقف عليه بالواو والياء والألف ولا يحذف منه في الوقف شيء ؛ لأنه ليس مما يلحقه التنوين في الوصل فيحذف فأما المعتل إذا جزم أو وقف للأمر ففيه لغتان : من العرب من يقول : إرمه ولم يغزه وأخشه ولم يقضه ولم يرضه ومنهم من يقول : ارم واغز واخش فيقف بغير هاء.
__________________
(١) من خصائص الوقف اجتلاب هاء السّكت ، ولها ثلاثة مواضع : (أحدها) الفعل المعلّ بحذف آخره ، سواء أكان الحذف للجزم نحو" لم يغزه" و" لم يرمه" و" لم يخشه" ومنه (لَمْ يَتَسَنَّهْ) (الآية : ٢٥٩ سورة البقرة). ومعنى لم يتسنه : لم تغيره السنون) ، أو لأجل البناء نحو" اغزه" و" اخشه" و" ارمه" ومنه : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) (الآية : ٩٠ سورة الأنعام) ، والهاء في هذا كلّه جائزة ، وقد تجب إذا بقي الفعل على حرف واحد كالأمر من وعى يعي ، فإنّك تقول : " عه".
(ثانيها): " ما" الاستفهاميّة المجرّدة ، فإنّه يجب حذف ألفها إذا جرّت في نحو" عمّ ، وفيم" مجرورتين بالحرف" ومجيء م جئت" (الأصل : جئت مجيء م؟ وهذا سؤال عن صفة ـ المجيء ، أي على أي صفة جئت ثم أخّر الفعل ؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام ، ولم يمكن تاخير المضاف) مجرورة بالمضاف ، فرقا بينها وبين" ما" الموصوليّة الشرطيّة.
فإذا وقفت عليها ألحقت بها الهاء حفظا للفتحة الدّالّة على الألف المحذوفة ، وتجب الهاء إن كان الخافض ل" ما" الاستفهاميّة اسما كالمثال المتقدم : " مجيء" وتترجّح إن كان الخافض بها حرفا نحو : عمه يتساءلون (عمه : وبها السكت قرأ البزي) (الآية : ١ سورة النبأ).
(ثالثها) : كلّ مبنيّ على حركة بناء دائما ، ولم يشبه المعرب كياء المتكلم ك" هي" و" هو" وفي القرآن الكريم : (مالِيَهْ) (الآية : ٢٨ سورة الحاقة) و (سُلْطانِيَهْ) (الآية : ٢٩ سورة الحاقة) و (ما هِيَهْ) (الآية : ١٠ سورة القارعة) وقال حسّان :
إذا ما ترعرع فينا الغلام |
|
فما إن يقال له من هوه |
هب : بصيغة الأمر ، وهي من أفعال القلوب وتفيد في الخبر رجحانا ، وهي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر نحو قول عبد الله بن همّام السّلولي :
فقلت أجرني أبّا خالد |
|
وإلّا فهبني امرءا هالكا |
ويقال" هبني فعلت ذلك" أي احسبني واعددني ، ولا يقال : " هب أني فعلت". انظر معجم القواعد ٢٧ / ٢.