وإن كان ما قبل ياء التصغير مفتوحا قلبوها لأنهم أجروها مجرى المدة كانت لا تحرك أبدا وهي نظير الألف التي تجيء في جمع التكسير ونحو ألف دراهم ألا ترى أنك تقول : دريهم فتقع ياء التصغير ثالثة كما تقع الألف ويكسر ما بعدها كما يكسر ما بعد الألف ولا تحرك كما لا تحرك الألف ، وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة ألفا جعلت بين بين ومعنى قول النحويين :(بين بين) أن تجعل الهمزة في اللفظ بين الحرف الذي منه حركتها وبين الهمزة بأن تلينها ، فإن كانت مفتوحة جعلت بين الألف والهمزة ، وإن كانت مضمومة جعلت بين الواو والهمزة ، وإن كانت مكسورة جعلت بين الياء والهمزة.
وقال سيبويه : ولا يجوز أن تجعل الهمزة بين بين في التخفيف إلا في موضع يجوز أن يقع موضعها حرف ساكن ولو لا أن الألف يقع بعدها الحرف الساكن ما جاز ذلك ؛ لأنه لا يجمع بين ساكنين ، وذلك في المسائل المسايل يجعلها بين الياء والهمزة وفي هباءة هباأة فيجعلونها بين الهمزة والألف يلين الصوت بها وتقول في : جزاء أمه جزاؤامه جزاؤامه.
الضرب الثاني : الهمزة المتحركة التي قبلها حرف ساكن ليس بحرف مدّ
فمن يخفف الهمزة يحذفها ويلقي حركتها على الساكن الذي قبلها ، وذلك قولك في المرأة المرة وفي الكماة الكمة وقال الذين يخففون : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(١) [النمل : ٢٥] ومن
__________________
(١) (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) هذه قراءة أبي عمرو ، وعاصم ، ونافع ، وحمزة ؛ وقرأ الزهري ، وأبو جعفر ، وأبو عبد الرحمن ، وحميد ، وطلحة ، والكسائي : (ألا يا اسجدوا لله) القراءة الأولى هي أن دخلت عليها ، و (إن) في موضع نصب ، قال الأخفش المعنى : لئلا يسجدوا ، وقال الكسائي المعنى : فصدهم أن لا يسجدوا ، وقال علي بن سليمان : أن بدل من أعمالهم في موضع نصب ، وقيل : موضعها خفض على البدل من (السبيل) ، والقراءة الثانية بمعنى : ألا يا هؤلاء اسجدوا ؛ كما قال :
ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى |
|
ولا زال منهلا بجرعائك القطر |
وقال آخر :
يا لعنة الله والأقوام كلهم