الثامن : ما لا يحقر :
كلّ اسم معرفة علم لا ثاني له فلا يجوز تحقيره ؛ لأنه إنّما يكون. فعلامات الإضمار لا تحقر لذلك ولا يحقر أين ولا متى ولا حيث ونحوهن لبعدها من التمكن وأنّها لا تثنى وكذلك : من وما وأيّهم ولا تحقر (غير) لأنّها غير محدودة وسواك كذلك فأمّا : اليوم والليلة والشهر والسنة والساعة فيحقرن وأمس وغد لا تحقران استغنوا عن تحقيرهما بما هو أشد تمكنا وهو اليوم والليلة والساعة وكذلك أول من أمس والثلاثاء والأربعاء والبارحة لما ذكرنا ولا يحقر الاسم إذا كان بمعنى الفعل نحو هو ضويرب زيدا ، وإن كان ضارب زيد لما مضى فتحقيره جيد ولا تحقر (عند) وكذلك عن ومع.
التاسع : ما يحقر على غير بناء مكبره :
والمستعمل من ذلك : مغرب الشمس مغيربان والعشيّ عشيان قال : وسمعنا من يقول في عشية : عشيشية كأنهم حقّروا مغربان وعشيان وعشاة قال : وسألت الخليل عن قولهم : آتيك أصيلالا فقال إنما هو أصيلان أبدلوا اللام منها وتصديقه قولهم : آتيك أصيلانا.
قال سيبويه : وسألته عن قول بعضهم : آتيك عشيّانات. ومغيربانات فقال : جعلوا ذلك الحين أجزاء ومثل ذلك قولهم : المفارق في مفرق جعل كلّ موضع مفرقا.
ومن ذلك قيل للبعير ذو عثانين ، وأما غدوة فتحقيرها : غدية وسحر : سحير وضحى :ضحياّ.
واعلم أنّ جميع هذه الأشياء ليست تحقير الحين وإنّما يريد أن يقرب وقتا من وقت وكذلك المكان.
تقول : قبيل وبعيد وجميع هذا إذا سميت به حقرته على القياس.
ومما جاء على غير مكبره إنسان : أنيسيان. وبنون : أبينون. ورجل : رويجل. وصبية : وأصيبية. وغلمة : واغيلمة. ومنهم من يجيء به على القياس فيقول : صبيّة وغليمة.