وإنت أضفت إلى (رب) فيمن خفف قلت : ربيّ ، وإن شئت رددت كما قالوا في قرة : قريّ وإنّما اسكنت كراهية التضعيف فلم يقولوا : ربّيّ ، وأما ما لا يجوز فيه إلّا الردّ من بنات الحرفين فنحو : أب وأخ تقول في أب : أبويّ وفي أخ : أخويّ وفي حم : حمويّ ؛ لأن هذه تظهر في الإضافة والتثنية.
والجمع تقول : أبو زيد وأخو عمرو وحمو بكر وتثني فتقول : أبوان ومن يقول : هنوك مثل (أبوك) يقول : هنويّ ومن قال : وضعة وهو نبت ضعوات قال : ضعويّ ومن جعل سنة من سانهت يقول : سنهيّ ومنهم من يقول : في عضة ويقول : عضويّ ، وإن أضفت إلى أخت قلت : أخويّ لأنك تقول : أخوات.
قال سيبويه : وسمعنا من يقول في جمع هنت : هنوات وكان يونس يقول : أختيّ وليس بقياس.
الثاني : الإضافة إلى ما فيه الزوائد من بنات الحرفين :
إن شئت قلت في ابن واسم وابنة واست واثنان : ابنيّ واثنيّ فتركته على حاله ، وإن شئت رددته إلى أصله : سمويّ وبنويّ وستهيّ.
وزعم يونس : أنّ أبا عمرو زعم : أنّهم يقولون : ابناويّ في الإضافة إلى أبناء ، وقال سيبويه : في الإضافة ابنمّ إن شئت : بنويّ ، وإن شئت : ابنميّ.
واعلم أنك إذا حذفت ألف الوصل فلا بدّ من الرّدّ وتقول في بنت : بنويّ ولو جاز بنيّ ؛ لأنه يقول بنات لجاز : بنيّ في ابن ؛ لأنه يقول بنون فالزيادة كأنّها عوض عما حذف فإذا حذفتها فلا بدّ من الردّ ؛ لأنه قد زال ما استعيض به وكذلك : كلتا وثنتان تقول : كلويّ وثنويّ.
قال أبو العباس : التاء في (كلتا) عند سيبويه بدل من ألف (كلا) مثل التاء التي هي بدل من واو فحذف ألف التأنيث وردّ ما التاء بدل منه.
وكان يونس يقول : ثنيتيّ كقوله : في أخت وذيت بمنزلة بنت وأصلها ذيّة فإذا حذفت التاء لزمها التثقيل ؛ لأن التاء عوض ، فإن نسبت إليها قلت : ذيويّ وإنّما ثقلت كما ثقلت (كيّ)