الضرب الثاني : ما جاء معدولا محذوفا منه إحدى الياءين :
وذلك قولهم في شأم : شآم وفي تهامة : تهام يفتحون التاء ومن كسرها شدّد فقال : تهاميّ ويمان في اليمن وزعم الخليل : أنّهم ألحقوا هذه الألفات عوضا من ذهاب إحدى الياءين.
وقال سيبويه : منهم من يقول : تهاميّ ويمانيّ وشآميّ ، وإن شئت قلت : يمنيّ على القياس قال : وزعم أبو الخطاب : أنه سمع من العرب من يقول في الإضافة إلى الملائكة والجنّ : روحانيّ أضاف إلى الروح وللجميع : رأيت روحانيين.
وزعم أبو عبيدة : أنّ العرب تقوله لكلّ شيء فيه الروح وجميع هذا إذا صار اسما في غير هذا الموضع فأضفت إليه جرى على القياس.
الثاني : ما يكون علما خلافه إذا لم يرد به ذلك :
قالوا في الطويل الجمّة : جمانيّ وفي الطويل اللحية : لحيانيّ وفي الغليظ الرقبة : رقبانيّ فإذا سميت بها قلت : رقبيّ وجمّيّ على الأصل وقالوا في القديم السنّ : دهريّ ولو سميت بالدهر لقلت : دهريّ.
الثالث : ما تحذف منه ياء الإضافة :
إذا جعلته صاحب معالجة جاء على (فعّال) قالوا : لصاحب الثياب : ثوّاب ولصاحب العاج : (عوّاج) وذا أكثر من أن يحصى وقد قالوا : البتّيّ أضافوه إلى البتوت وقد قالوا : البتّات فأمّا ما كان ذا شيء وليس بصنعة فيجيء على فاعل تقول لذي الدرع : دارع ولذي النبل : نابل ومثله ناشب وتامر ذو تمر وآهل أي : ذوا أهل ولصاحب الفرس : فارس وعيشة راضية ذات رضا ومثله طاعم كاس ذو طعام وكسوة.
وناعل ذو نعل وقالوا : بغّال لصاحب البغل شبهوه بالأول وقالوا لذي السيف : سيّاف ولا تقول لصاحب الشعير : شعّار ولا لصاحب البرّ : برّار ولا لصاحب الفاكهة : فكّاه ولم يجىء هذا في كلّ شيء والقياس في جميع ذا أن تنسب إليه بالياء المشددة على شرائط النّسب التي مضت.