ما لك عندي غير سهم وحجر |
|
وغير كبداء شديدة الوتر |
جادت بكفّي كان من أرمى البشر (١) |
قال أبو بكر : وهذا كله قول أبي العباس ومذهبه.
__________________
(١) على أن جملة كان مع ضميره المستتر صفة لموصوف محذوف ضرورة ، أي : بكفي رجل أو إنسان كان.
والأولى بكفي رام ، للقرينة.
قال ثعلب في أماليه : لم أسمع من في موضع الاسم إلا في ثلاثة مواضع ، قوله : جادت بكفي كان من أرمى البشر وقوله : ألا ربّ منهم من يقوم بمالكا وقوله : ألا ربّ منهم دارع وهو أشوس انتهى.
وإنما قال لم أسمع لأن كان فعل ، ورب حرف ، ولا يليهما إلا الأسماء. وبهذا يستدل على حرفية من التبعيضية ، لأن رب لا تجر إلا النكرة.
وأقول : لو لا وقوع هذا الموصوف مضافا إليه هنا لجاز أن يكون من قبيل : وكلمتها ثنتين كالماء منهما وقال ابن جني في الخصائص : روي أيضا بفتح ميم من أي : بكفي من هو أرمى البشر ، وكان على هذا زائدة. انتهى.
أقول : جعل من على هذه الرواية نكرة موصوفة أولى من جعلها موصولة.
وقوله : مالك عندي الخ ، لك : ظرف مستقر ، وغير : فاعله ، وعندي : متعلق بلك. وكبداء أي : قوس كبداء ، وهي التي يملأ الكف مقبضها. وجادت أي : أحسنت.
وهذه رواية ثعلب وابن جني وغيرهما ، ووقع في رواية ابن هشام في المغني : ترمي بدل جدل جادت ، ويروي في بعض نسخ هذا الشرح كانت ، وهذا لا يناسب المعنى. انظر خزانة الأدب ٢ / ١٣٦.