قال سيبويه : وسألته يعني الخليل عن غزي وشقي إذا خفف في قول من قال : علم ذاك وعصر في عصر فقال : إذا فعلت ذلك تركتها ياء على حالها لأني إنّما خففت ما قد لزمته الياء وإنّما أصلها التحريك وقلب الواو ألا تراهم قالوا : لقضو الرجل ولقضو.
قال : وسألته عن قول بعض العرب : رضيوا فقال : هي بمنزلة : غزي ؛ لأنه أسكن العين ولو كسرها لحذف ؛ لأنه لا يلتقي ساكنان حيث كانت لا تدخلها الضمة وقبلها الكسرة والواو كذلك تقول : سرووا على الإسكان وسروا على إثبات الحركة وفعلى من بنات الواو إذا كانت اسما فالياء مبدلة من الواو ، وذلك قولك : الدّنيا والعليا والقصيا.
وقد قالوا : القصوى فأجروها على الأصل لأنّها قد تكون صفة بالألف واللام وهي من :دنوت وعلوت يقولون : قضا يقضو وهو قاض ويجري (فعلى) من بنات الياء على الأصل اسما وصفة.
وأمّا فعلى منهما فعلى الأصل صفة واسما يجريهما على القياس ؛ لأنه أوثق ما لم تتبين تغيرا منهم.
إبدال الياء من الواو :
تقلب الواو ياء في شقيت وغبيت لإنكسار ما قبلهما فإذا قالوا : يشقى ويغبى قلبوها ألفا لإنفتاح ما قبلها ، وإذا قالوا : يشقيان ويغبيان قلبوا الواو ياء ليكون المضارع كالماضي ، وإذا كان : فعلت مع التاء على خمسة أحرف فصاعدا وكان الفعل ممّا لامه واو قلبت ياء ، وذلك قولك : أغزيت وغازيت واسترشيت وإنّما فعل ذلك لأنّك إذا قلت منه يفعل انكسر ما قبل الواو فقلبت الواو ياء لذلك ثمّ اتبع الماضي المستقبل ، فإن قال قائل : فما بال قولهم : تغازينا ومستقبله يتغازى وما قبل اللام مفتوح في الماضي والمستقبل قيل له : إنّ الأصل كان قبل دخول التاء في (تغازينا) غازينا نغازي (فاعل) غازي من أجل اعتلال (يغازي) ثم دخلت التاء بعد أن وجب البدل ومن ذلك قولهم : ضوضيت وقوقيت الياء مبدلة من واو ؛ لأنه بمنزلة : صعصعت تكررت فيه الفاء والعين ولكنّهم أبدلوا الواو إذ كانت رابعة ياء والمضاعف من بنات الواو ممّا عينه ولامه واوان لا يثبتان في (فعل) ويلزمان في الماضي ان يبنيا