قد ذكرنا في باب الهمزة ابدال الواو من الألف بعض العرب يقول : هذه افعو وحبلو في الوقف وتبدل الواو من الألف إذا كانت ثانية زائدة في الجمع والتصغير فتقول في : ضاربة ضويربة وفي جمعها : ضوارب وتبدل الواو من همزة التأنيث في النّسب والتثنية والجمع فتقول : ناقتان عشراوان وامرأتان نفساوان وأينق عشراوات ونساء نفساوات ، وإذا نسبوا إلى : ورقاء قالوا : ورقاويّ وأبدلوها في موضعين بدلا شاذا وقالوا : في فتيان : هؤلاء فتوّ كما ترى وأنشدوا :
في فتوّ أنا رابئهم |
|
من كلال غزوة ماتوا (١) |
وقالوا في المصدر : فتوّة فهذا من الشاذّ وقالوا في النّسب : كساويّ والهمز أجود وقالوا :هذان علباوان في تثنية علباء وهذه كثيرة ؛ لأن الياء زائدة في (علباء) ، وإذا قلت : (فعل) من فاعل قلت : فوعل : فأبدلت من الألف واوا ، وذلك نحو : سوير هو من سائر وكذلك بايع وبويع.
إبدال التاء : أبدلوها من الواو والياء :
تبدل في موضعين من الواو والياء ومن أشياء تشذّ إبدالا مطردا وتبدل من السين إبدالها من الواو تقلب التاء من الواو إذا كانت الواو في موضع الفاء قلبا مطردا إذا قلت : افتعل يقولون : اتّعد واتّزن يتّزن ويتّعد وهم متّزنون ومتّعدون وكذلك الياء تقول افتعل من يأس اتّأس فتقلب.
__________________
(١) ورابئ : اسم فاعل من ربأت القوم بالهمزة ربئا وارتبأتهم ، أي : رقبتهم ، وذلك إذا كنت لهم طليعة فوق شرف. والربيء والربيئة على وزن فعيل وفعلية : الطليعة. والمربأة على مفعلة ، وكذلك المربأ : المرقبة.
والعورة تقدم شرحها. وصمات : جمع صامت ، وصمتهم للحراسة.
وروى الجوهري :
في فتو أنا رابئهم |
|
من كلال غزوة ماتوا |
والكلال ، بالفتح : التعب. وهو مضاف إلى غزوة. والغزوة ، بمعجمتين ، وجملة ماتوا : صفة ثانية لفتو.
وأردا بالموت : مقاساة الأهوال والشدائد. انظر خزانة الأدب ٤ / ٢١٧.