واحده نحو : دار وديار ، وإذا كان بعدها الألف فهي أجدر أن تقلب أو تكون كذلك أيضا في جمع الواو ساكنة في واحده نحو : ثوب وثياب وسوط وسياط ؛ لأن الكسرة قد دخلت على ما أصله السكون ، فإن جئت بفعال غير مجر له على (فعل) ولا جمع لشيء مما ذكرنا صححت فقلت : هذا قوام الأمر ، فإن جاء الجمع في هذا بغير ألف نحو : عود وعودة وزوج وزوجة لم يعلّ وقد قالوا : ثور وثورة وثيرة.
قال سيبويه : قلبوها حيث كانت بعد كسرة قال : وليس هو بمطرد.
قال أبو العباس : بنوه على (فعلة) ثم حركوه فصار ثيرة.
قال أبو بكر : والأقيس عندي في ذا أن يكونوا أرادوا (فعالة) وقصروا ؛ لأن (فعالة) من أبنية الجمع (وفعلة) ليس من أبنية الجمع التي تكثر فيه ولا يقاس عليه ، فإن لم يقع في هذا الباب قبل الواو كسرة صحت الواو ألا تراهم جمعوا : (قيل) : إقوال وأجرى مجرى حيال اخترت اختيارا : (تيار) من اختيار مثل (حيال) وانقدت انقيادا (قيادا) (مثل) حيال فأمّا جوار فصح لصحته في الفعل ، وذلك قولهم : جاورت ، وإن وقع بعد الواو المتحركة واو ساكنة نحو :(فعول) تركت على الأصل ويهمزون إن شاءوا وكذلك (فعول) نحو : قوول إن شاء على الأصل ، وإن شاء همز المضمومة ، وأما طويل وطوال فصحت في الجمع لصحتها في الواحد وقد تقدم من قولنا : إنّ حروف العلة أربعة : الواو والياء والهمزة والألف وقد ذكرت أصول الياء والواو وهما الحرفان المعتلان كثيرا.
والهمزة قد مضى ذكرها في باب الهمز والألف فلا تكون أبدا إلا زائدة أو منقلبة من شيء إلّا أن تبنى من صوت أو حرف معنى فعل على مذهب الحكاية أو لمعنى سوى ذلك نحو :عاعيت وحاحيت إنّما هو صوت بني منه (فعل) وكذلك لو اكثرت من قولك (لا) لجاز أن تقول : لا ليت تريد : قلت لا.