قال سيبويه : تقول في (فعلان) من (قويت) : فوّان وغلط في ذلك : وقالوا : ينبغي له إن لم يدغم أن يقول : قويان : فيدغم الأولى ويقلب الثانية ياء ؛ لأنه لا يجتمع واوان في إحداهما ضمة والأخرى متحركة وهذا قول أبي عمر.
وأمّا اجتماع ثلاث واوات فقالوا في مثال : اغدودن من قلت : إقووّل تكرر عين الفعل وبينهما واو زائدة فتدغم الواو الزائدة في الواو التي بعدها فإذا بنيته بناء ما لم يسمّ فاعله قلت : افووول ولا تدغم لأنّها قد صارت مدة كما تقول : اغدودن (فتوافق هذه الواو الواو التي تكون بدلا من الألف في (سوير) وهذا قول الخليل.
وكان أبو الحسن الأخفش يقول في (اغدودن) من قلت اقويّل فيقلب الواو الآخرة ياء ثم يقلب التي يليها لأنّها ساكنة وبعدها ياء متحركة ويقول : أكره الجمع بين ثلاث واوات ولا يجوز أن تجتمع هذه الواوات وفي إحداها ضمة ؛ لأنه إذا لم يكن في الواوين فهو من الثلاثة أبعد.
وإذا بنيت مثال (فعلوة) من (غزوت) قلت : غزوية وكان الأصل : (غزووة) فأبدلت الثانية لأنّها لام وهي أولى بالعلة وإنّما جاء : اقووول ؛ لأن الواو الساكنة مدة فهي نظيرة الياء والألف وكان أبو الحسن الأخفش يقول في (افعوعل) اقويّل فيبدل الواو الآخرة ياء ثم يقلب لها التي تليها لأنّها ساكنة وبعدها ياء متحركة ويقول : أكره الجمع بين ثلاث واوات ، وإذا قال : (فعل) قال : اقووول فلا يقلب وصارت الوسطى مدة بمنزلة الألف فلا يلزمه تغيير لذلك فهذا يدلّك على أن ثلاث واوات ليست من أصول كلامهم ولو سمع منهم شيء لاتبعوه أو ذكروه.
وأمّا الألف فلا تكون أصلا إلّا زائدة أو منقلبة في حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل أو صوت كالحرف فحكم هذا متى احتيج إلى تكريره أن تبدل همزة لتشبه ما انقلب من ياء أو واو ، وأما الهمزة فقد ذكرنا حكمها إذا تكررت في كتاب الهمز وأنّهما لا يجتمعان محققتين في كلمة إلا أن يكونا عينا مشددة نحو : رأس فإذا اجتمعتا متحركتين أول كلمة وكانت الأولى والثانية مفتوحتين أبدلت الثانية ألفا ، فإن احتجت إلى تحريك الألف والألف لا تحرك أبدلتها