فأدغمت وألقيت الحركة على الهمزة وأبدلت منها الحرف الذي فيه حركتها وكذلك (أيّمة) كان أصله : أأممة.
فإن قال قائل : فلم لم تبدل من الهمزة ألفا كما فعلت في (آدم) وهي ساكنة مثلها قبلها فتحة كما أنّ قبلها فتحة فهلا قلت : أنا أأمّ إذا أردت : أومّ وآمّه في أيمّة وهذا موضع يقع فيه المدغم كما قالوا : آمّة وهم يريدون (فاعلة) قيل له : الفرق بين : آمة وأيمة أنّ الألف في (فاعلة) لا يجوز أن تتحرك لأنّها زائدة غير منقلبة من شيء ، وإذا قدرت في (أيمّة) القلب فصارت آممة فأردت الإدغام ساغ لك أن تلقي الحركة على ما قبل الميم ؛ لأن الألف بدل من همزة والهمزة يجوز أن تتحرك وأن تثبت إذا لم يكن قبلها همزة وليست ألف (فاعلة) كذلك ولا أعلم للمازني في ذلك حجة إلّا أن يقول : إنّه أبدلت الهمزة لغير الكسرة ويحتجّ بأنّها قد تبدل ياء في بعض المواضع لغير كسر يقول في مثل (اطمأنتت) من قرأت : اقرأيأت.
فيبدل من الهمزة الوسطى ياء لئلا تجتمع همزتان ويدع باقي الهمز على حاله فإذا قلت : هو يفعل قلت : هو يقرئي يا فتى مثل : يقرعين فلم يغيره ولم يلق حركة الياء على الهمزة ؛ لأن هذا ليس موضع تغيير وقد فارق حكم (اطمأن) ؛ لأن الحروف قد اختلفت ووجب ذلك فيها والهمزة أخت الحروف المعتلات فإذا كانت لاما مكررة أبدلت الثانية ياء وجرى عليها ما يجري على ياء (رميت) ولو بنيت مثل (دحرجت) من (قرأت) قلت : قرأيت ومثله من كلام العرب جاء وتقول في مثال (قمطر) من (قرأت) : قرأي ومثل (معدّ) : قرأي فتغير الهمزة.
قال المازني : سألت أبا الحسن الأخفش وهو الذي بدأ بهذه المقالة فقلت : ما بال الهمزة الأولى إذا كان أصلها السكون لا تكون كهمزة : سأآل ورأآس فقال : من قبل أن العين لا تجيء أبدا إلّا وبعدها مثلها واللام قد يجيء بعدها لام ليست من لفظها ألا ترى أنّ قمطرا و (هدملة) و (سبطرا) قد جاءت اللامان مختلفتين وكذلك جميع الأربعة والخمسة والعينان لا تنونان كذلك فلذلك فرقت بينهما.
قال المازني : والقول عندي كما قال.