(وفعل) لم يسمع منه شيء جاء على أصله ، وإن كان المضاعف (فعلا) أو (فعلا) أو فعلا ممّا لا يكون مثاله فعلا فهو على الأصل نحو : (خزو ومرر) وحضض وضض فأمّا قولهم :قصص وقصّ وهم يعنون المصدر فإنّما هما اسمان : أحدهما محرّك العين والآخر ساكن العين.
فجاءا على أصولهما ومثله من غير المضاعف : معز ومعز وشمع وشمع وشعر وشعر وهذا كثير وليس أنّ (قصّا) مسكّن من (قصص) ولكن كل واحد منهما أصل ، وأما قول الشاعر :
هاجك من أروى كمنهاض الفلك
فإنّما احتاج إلى تحريكه فبناه على (فعل) كما قال :
ولم يضعها بين فرك وعشق
وإنّما هو عشق فاحتاج فبناه على (فعل).
قال المازني : وزعم الأصمعي قال : سألت أعرابيا ونحن بالموضع الذي ذكره وزهير حيث يقول :
ثم استمرّوا وقالوا : إنّ مشربكم |
|
ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك |
هل تعرف (رككا) فقال : قد كان هاهنا ماء يسمّى ركّا.
فهذا مثل فكك فإذا ألحقت هذه الأشياء التي ذكرت الألف والنون في آخرها ، فإن الخليل وسيبويه والمازنيّ يدعون الصدر على ما كان عليه قبل أن يلحق ، وذلك نحو : رددان ، وإن أردت (فعلان) أو (فعلان) أدغمت فقلت : (ردّان) فيهما وكان أبو الحسن الأخفش يظهر فيقول : رددان ورددان ويقول : هو ملحق بالألف والنون فلذلك يظهر ليسلم البناء.
قال المازني : والقول عندي على خلاف ذلك ؛ لأن الألف والنون يجب أن يكونا كالشيء الواحد المنفصل ألا ترى أنّ التصغير لا يحتسب بهما فيه كما لا يحتسب بياءي الإضافة ولا بألفي التأنيث ويحقرون (زعفرانا) فيقولون : زعيفران وخنفساء. خنيفساء فلو احتسبوا بهما لحذفوهما كما يحذفون ما جاوز الأربعة فيقولون في (سفرجل). سفيرج فأمّا ما جاء من