أحدهما : ما يجوز إدغامه.
والآخر : لا يجوز إدغامه.
وأحسن ما يكون الإدغام في الحرفين المتحركين اللذين هما سواء إذا كانا منفصلين أن تتوالى خمسة أحرف متحركة بهما فصاعدا ؛ لأنه ليس في أصل بناء كلامهم بناء لكلمة على خمسة أحرف متحركة.
وقد تتوالى الأربعة متحركة في مثل (علبط) وهو محذوف من علابط ولا يكون ذلك في غير المحذوف وليس في الشعر خمسة أحرف متحركة متوالية ، وذلك نحو : جعل لك وفعل لبيد لك. أن تدغم ولك أن تبين والبيان عربي حجازي ؛ لأن المنفصل ليس بمنزلة ما هو في كلمة واحدة لا ينفصل نحو : مدّ واحمرّ ولك الإدغام في كلّ حرفين منفصلين إلّا أن يكون قبل الأول حرف ساكن فحينئذ لا يجوز الإدغام ؛ لأنه لا يلتقي ساكنان إلّا أن يكون الساكن الذي قبل الأوّل حرف مدّ ، فإن الإدغام يجوز في ذلك كما كان في غير الإنفصال كما قالوا : رادّ وتمودّ الثوب.
فأمّا المنفصل فنحو قولك : المال لك وهم يظلمونيّ والبيان هاهنا يزداد حسنا لسكون ما قبله ، فإن كان قبله ساكن ليس بحرف مدّ لم يجز الإدغام ، وذلك قولك : ابن نوح واسم موسى لا تدغم ولكنّك إن شئت أخفيت وتكون بزنة المتحرك ولا يجوز إذا كان قبل الحرف الأول حرف ساكن أن يدغم ويحرك ما قبله لالتقاء الساكنين فأمّا قول بعضهم : (نعمّا) محرّك العين فليس على لغة من قال (نعم) فأسكن ولكن على لغة من قال : (نعم) فحرّك العين هذا قول سيبويه.
قال : وحدّثنا أبو الخطاب : أنّها لغة هذيل وكسروا كما كسروا (لعب) ، وأما قوله (فلا تتناجوا) ، فإن شئت أسكنت وأدغمت ؛ لأن قبله حرف مدّ وهو الألف ، وأما (ثوب بكر) فالبيان هاهنا أحسن منه في الألف ؛ لأن الواو في (ثوب) لا تشبه الألف ؛ لأن حركة ما قبلها ليس منها وكذلك (جيب بكر) والإدغام في هذا جائز ، وإن لم يكونا بمنزلة الألف وإنّما يكونان بمنزلة الألف إذا كان قبل الواو ضمّة قبل الياء كسرة فالإدغام في (ثوب بكر) في