وإذا قالوا في الشعر : (إن زيد يأتك يكن كذا) إنما ارتفع على فعل هذا تفسيره وهذا يبين في باب ما يضمر من الفعل ويظهر إن شاء الله.
__________________
ـ " الضجيع" : المضاجع ، مثل النديم بمعنى المنادم والجليس بمعنى المجالس ، من الضجوع وهو وضع الجنب على الأرض ؛ وهو مجرور برب المقدرة بعد الواو ؛ وجملة" قد تعللت" جواب رب وهو العامل في مجرورها ؛ وقد وقع جواب رب قبل وصفه. و" التعلل" : التلهي. و" طيب" : صفة ضجيع ، و" أردانه" : فاعله. و" التفل" : بفتح المثناة الفوقية وكسر الفاء ، وصف من تفلت المرأة تفلا فهي تفلة ، من باب : تركت الطيب والأدهان. و" البرم" بفتحتين : مصدر برم به ، بالكسر : إذا سئمه وضجر منه. و" فراش" : معطوف على مكان. و" متمهل" : اسم فاعل من اتمهل الشيء ، على وزن اقشعرّ ، أي : طال واعتدل ؛ وأصل المادة تمهل بمثناة فوقية فميم فهاء فلام. و" زجل" : بفتح الزاي المعجمة وكسر الجيم. أي : مصوت. وذلك أنهم كانوا يجعلون في الخلاخيل جلاجل.
وقوله : " وبمتنين" ، هو تثنية متن ، وهو ـ كما قال ابن فارس ـ مكتنفا الصلب من العصب واللحم ؛ وهو متعلق بمحذوف ، أي : وإذا ما أدبرت أدبرت بمتنين كالعنانين وبمرتج الخ ، وهو مثنى عنان الفرس ؛ وعنانا المتن : حبلاه ؛ أراد أن خصرها مجدول لطيف ؛ وأراد بالمرتج الكفل. و" الرهل" ، بفتح فكسر : المضطرب.
وقوله : " صعدة" أي : هي صعدة ؛ و" الصعدة" : القناة التي تنبت مستوية فلا تحتاج إلى تثقيف وتعديل ؛ وامرأة صعدة : مستوية القامة ، شبهها بالقناة. وأنشده الجوهري ـ في مادة صعد ـ ولم ينسبه إلى أحد. وقال العيني : نسبه الجوهري إلى الحسام بن صداء الكلبي. ولا أدري أين ذكره. و" الحائر" بالحاء المهملة ، قال أبو نصر : يقال للمكان المطمئن الوسط المرتفع الحروف : حائر ـ وأنشد هذا البيت ـ وإنما قيل له حائر ، لأن الماء يتحير فيه فيجيء ويذهب .. قال الأعلم : الحائر : القرارة من الأرض يستقر فيها السيل فيتحير ماؤه. أي :يستدير ولا يجري ، وجعلها في حائر لأن ذلك أنعم لها وأشد لتثنيها إذا اختلفت الريح ١. ه.
وقال أبو بكر الزبيري في كتاب لحن العامة ويقولون تكون في الحظيرة تكون في الدراحير ويجمعونه أحيارا والصواب حائر وجمعه حوران وحيران بالبصرة حائر الحجاج معروف وقال أحمر بن يحيى ثعلب : الحائر هو الذي تسميه العامة حيرا وهو الحائط ١. ه.
وروي بدل نابتة : " قد سمقت" ، أي : طالت وارتفعت.
و" ابن جعيل" صاحب هذا الشعر ، بضم الجيم مصغر جعل. واسمه كعب بن جعيل بن قمير ، مصغر قمر ، ابن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل. وهو شاعر مشهور إسلامي كان في زمن معاوية. انظر خزانة الأدب ١ / ٣٢٦.