وقال (ص ١٣٩) من الصواعق (١) : أخرج الدارقطني والبيهقي حديث : «من صلّى صلاةً ولم يُصلِّ فيها عليَّ وعلى أهل بيتي لم تُقبل منه». وكأنّ هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضى الله عنه : إنّ الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لكنّه ضعيفٌ ؛ فمستنده الأمر في الحديث المتّفق عليه : «قولوا : اللهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد». والأمر للوجوب حقيقة على الأصحّ.
وقال الرازي في تفسيره (٢) (٧ / ٣٩١) : إنّ الدعاء للآل منصبٌ عظيمٌ ؛ ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة وقوله : اللهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حقِّ غير الآل ، فكلُّ ذلك يدلُّ على أنّ حُبَّ آل محمد واجبٌ.
وقال : أهل بيته صلى الله عليه وسلم ساوَوْهُ في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهّد ، وفي السلام ، والطهارة ، وفي تحريم الصدقة ، وفي المحبّة.
وقال النيسابوري في تفسيره (٣) عند قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) : كفى شرفاً لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخراً خَتْمُ التشهّد بذكرهم والصلاة عليهم في كلِّ صلاة.
وروى محبُّ الدين الطبري في الذخائر (ص ١٩) عن جابر رضى الله عنه أنّه كان يقول : لو صلّيتُ صلاةً لم أُصلِّ فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنّها تُقبل.
وأخرج القاضي عياض في الشفا (٤) عن ابن مسعود مرفوعاً : «من صلّى صلاةً لم يُصلِّ عليَّ فيها وعلى أهل بيتي لم تُقبلْ منه».
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ص ٢٣٣ ـ ٢٣٤.
(٢) التفسير الكبير : ٢٧ / ١٦٦.
(٣) غرائب القرآن : مج ١١ / ج ٢٥ / ٣٥.
(٤) الشفا بتعريف حقوق المصطفى : ٢ / ١٤٧.