الأمين جبرئيل عليهالسلام كما ورد عن جابر بن سَمُرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أيّها الناس ، هذا عليُّ بن أبي طالب أنتم تزعمون أنَّني أنا زوّجته ابنتي فاطمة ، ولقد خطبَها إليَّ أشراف قريش فلم أُجِب ، كلُّ ذلك أتوقّع الخبر من السماء حتى جاءني جبرئيل ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان فقال : يا محمد ، العليُّ الأعلى يقرأ عليك السلام ، وقد جمع الروحانيِّين والكرّوبيِّين في وادٍ يُقال له : الأفْيَح. تحت شجرة طُوبى وزوّج فاطمة عليّا ، وأمرني فكنت الخاطب ، والله تعالى الوليّ». كفاية الطالب (١) (ص ١٦٤).
وأخرج محبُّ الدين الطبري في الذخائر (ص ٣١) عن عليٍّ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتاني مَلَكٌ فقال : يا محمد ، إنَّ الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك : إنّي قد زوّجت فاطمة ابنتك من عليِّ بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوِّجها منه في الأرض».
وأخرج الغسّاني والخطيب في تاريخه (٤ / ١٢٩) بالإسناد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : «أصاب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيح العُرس رِعْدة ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة ، إنّي زوّجتُكِ سيِّداً في الدنيا وإنَّه في الآخرة لمن الصالحين.
يا فاطمة إنّي لمّا أردت أن أُمْلِكَكِ لعليٍّ أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة فصفَّ الملائكة صفوفاً ثمّ خطب عليهم جبريل فزوّجك من عليّ ، ثمّ أمَرَ شجَر الجِنان فحملت الحُلِيَّ والحُلَل ثمّ أمرَها فنثرتْهُ على الملائكة ، فمن أخذَ منهم يومئذٍ أكثر ممّا أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلى يوم القيامة.
قالت أمُّ سلمة : فلقد كانت فاطمة تَفخَرُ على النساء ، حيث أوّلُ من خطب عليها جبريل».
وذكره الكنجي في الكفاية (٢) (ص ١٦٥) ثمّ قال : حديثٌ حسنٌ عالٍ رُزِقناه
__________________
(١) كفاية الطالب : ص ٣٠٠ باب ٧٩.
(٢) المصدر السابق : ص ٣٠١ باب ٨٠.