يساندها علماء أهل البيت وأئمتهم. وأظن أنّ المصدر لما ذكره ، هو تعاطف الزيديين مع المعتزلة في العصور اللاحقة على وجه صارت الأصول الخمسة مقبولة لدى الزيديين ، فصار ذلك سبباً لحدس الشهرستاني أنّ زيداً تتلمذ على واصل ، ومنه أخذ الأصول وسرى إلى أتباعه ومقتفيه ، غافلاً عن عدم الملازمة بين الاعتقادين ، ولو خضعت الزيدية لهذه الأصول فلجهة أُخرى سيوافيك بيانها. ولنذكر عبارة الشهرستاني ثم نذكر ماذكره بعض المحقّقين من السنّة والزيدية.
يقول : « وزيد بن علي لمّا كان مذهبه هذا المذهب : (كل فاطمي عالم زاهد شجاع ، سخيّ خرج بالاِمامة يكون إماماً واجب الطاعة) أراد أن يحصـل الأصول والفروع حتى يتحلى بالعلم ، فتتلمذ في الأصول لواصل بن عطاء الغزال الألثغ رأس المعتزلة ورئيسهم. مع اعتقاد واصل أنّ جده علي بن أبي طالب (رض) في حروبه التي جرت بينه وبين أصحاب الجمل وأهل الشام ما كان على يقين من الصواب. وأنّ أحد الفريقين منهما كان على الخطأ لابعينه وصارت أصحابه كلهم معتزلة » (١).
وقد سرى هذا الخطاء إلى غير واحد ممن كتب عن زيد فاتخذه حقيقة راهنة.
قال ابن أبي الدم في « الفرق الاِسلامية » : الزيدية أصحاب زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكان زيد قد آثر تحصيل علم الأصول. فتتلمذ لواصل بن عطاء رئيس المعتزلة ورأسهم وأوّلهم فقرأ عليه واقتبس منه علم الاعتزال وصار زيد وجميع أصحابه معتزلة في المذهب والاعتقاد ، وكان أخوه الباقر محمد بن علي يعيب عليه كونه قرأ على واصل بن عطاء وتتلمذ له واقتبس منه مع كونه يجوِّز الخطأ على جده علي بن أبي طالب عليهالسلام بسب خروجه إلى حرب الجمل والنهروان ، ولأنّ واصلاً كان يتكلم في القضاء والقدر على
__________________
١ ـ الشهرستاني : الملل والنحل : ١ / ١٣٨.