وبعد هذا البيان الضافي من العلمين ، لا يبقى أي شك في أنّه لم يكن لوليد البيت النبوي أية دراسة لدى واصل بن عطاء ، وأقصى ما يمكن أن يقال : كانت بينهما مزاملة أو محادثة في تطبيق أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، على الساحة الاِسلامية. ونضيف في المقام أمرين :
١ ـ أنّه لو تتلمذ زيد على واصل أو كان معتزلياً في العقائد ، لانعكست آراء أُستاذه في الكتب الموروثة منه ، مع أنّه ليس من تلك الأصول فيها عين ولا أثر ، غير التركيز على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي استنتجه من الكتاب والسنّة واختمر به منذ شبابه إلى التحاقه بربه.
٢ ـ أنّ ابن المرتضى ، جعل زيد بن علي في طبقاته مقدماً على طبقة واصل ابن عطاء (١) ولو صحّ الزعم المعروف كان عليه أن يجعله متأخراً عنه ، لكونه في الاعتزال عيال عليه.
__________________
١ ـ ابن المرتضى : المنية والأمل : ١٧ و ٢٨ ، تحقيق سوسنة ديفلدفلزر ، بيروت ١٣٨٠ هـ ـ ١٩٦١ م ؛ والقاضي عبد الجبار الهمذاني : فرق وطبقات المعتزلة : ٣٢ و ٤١ ، تحقيق الدكتور علي سامي النشار وعصام الدين محمد علي ، دار المطبوعات الجامعية ، القاهرة ، ١٩٧٢ م.