عمّي جعفر. قلت : فهو اليوم صاحب هذا الأمر؟ قال : نعم هو أفقه بني هاشم.
ثم قال : يا أبا عبد اللّه إنّي أُخبرك عن أبي عليهالسلام وزهده وعبادته ، إنّه كان يصلّـي في نهاره ما شاء اللّه ، فإذا جنّ عليه الليل نام نومة خفيفة ، ثم يقوم فيصلّـي في جوف الليل ما شاء اللّه ، ثم يقوم قائماً على قدميه يدعو اللّه تبارك وتعالى ويتضرّع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر. فإذا طلع الفجر سجد سجدة. ثم يقوم يصلي الغداة إذا وضح الفجر ، فإذا فرغ من صلاته قعد في التعقيب إلى أن يتعالى النهار ، ثم يقوم في حاجته ساعة ، فإذا قرب الزوال قعد في مصلاه فسبح اللّه تعالى ومجّده إلى وقت الصلاة ، فإذا حان وقت الصلاة قام فصلى الأولى وجلس هنيئة وصلى العصر وقعد تعقيبه ساعة ، ثم سجد سجدة فإذا غابت الشمس صلى العشاء والعتمة. قلت : كان يصوم دهره؟ قال : لا ولكنه كان يصوم في السنة ثلاثة أشهر ويصوم في الشهر ثلاثة أيام. قلت : فكان يفتي الناس في معالم دينهم؟ قال : ما أذكر ذلك عنه. ثم أخرج إليّ صحيفة كاملة فيها أدعية علي بن الحسين عليهماالسلام (١).
٨ ـ روى الخزاز في حديث طويل عن محمد بن بكير قال : دخلت على زيد بن علي وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق فقلت له : يا بن رسول اللّه ... هل عهد إليكم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم متى يقوم قائمكم؟ قال : يا ابن بكير إنّك لن تلحقه ، وإنّ هذا الأمر تليه ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل اللّه خروج قائمنا ، فيملأها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلما ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ألست صاحب هذا الأمر؟ فقال : أنا من العترة ، فعدت فعاد إليّ فقلت : هذا الذي تقول ، عنك أو عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ، لا ولكن عهد عهده إلينا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم أنشأ يقول :
__________________
١ ـ الخزاز : كفاية الأثر : ٣٠٣.