الفارغة من كل حقيقة ، وأنّه طاهر الضمير ، قابل لاِيداع أسرار الاِمامة فيه ومع ملاحظة رواية ابنه يحيى (الرابعة) يتضح المراد مما أجمل في هذه الأحاديث.
ولو أعرضنا عن جميع ذلك لأفادنا اعترافه باستحقاق الصادق عليهالسلام للخلافة بعد الباقر عليهالسلام وأنّه الحجّة التي لايضل من تبعه ، ولا يهتدي من خالفه ، سلوكه المحجّة البيضاء والطريق اللاحب في الاِمامة. وهل يقع الشك في اعترافه بإمامة الصادق عليهالسلام وهو يقول لعبد اللّه بن أبي العلاء (الرواية السادسة) وقد قال له : « أنت صاحب هذا الأمر ، قال : لا ولكنّي من العترة ـ قال له : ـ فإلى من تأمرني ، قال : عليك بصاحب الشعر ».
روى الكشي عن سورة بن كليب قال : قال لي زيد بن علي : ياسورة كيف علمتم أن أصاحبكم على ما تذكرونه؟
قال : قلت على الخبير سقطت. قال فقال : هات! فقلت له : كنّا نأتي أخاك محمد بن علي عليهالسلام نسأله فيقول : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال اللّه عزّ وجلّ في كتابه حتى مضى أخوك فأتيناكم وأنت فيمن أتينا ، فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه ، حتى أتينا ابن أخيك جعفراً فقال لنا كلما قال أبوه قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال تعالى ، فتبسّم وقال : أما واللّه إنّ قلت بذا فانّ كتب علي صلوات اللّه عليه عنده (١).
ثم إنّ السيد المقرم ـ بعد المناقشة في دلالة أو سند الروايات الذامّة ونقدها نقداً علمياً ـ يقول : « من جميع ما مر فقد تجلّـى الحقّ ، وانكشف بطلان دعواه الاِمامة لنفسه عن جد وعقيدة ، وما هي إلاّ أساطير لفقهاء دعاة الباطل للحطّ من كرامة تلك الذات الطاهرة بغضاً وعدواناً ، وإن تكن تلك الدعاوى ، فإنّما الغرض منها استنقاذه الحقّ من أيدي المتغلبين عليه ، ولاة الجور وأرباب الباطل وإعادته
__________________
١ ـ الكشي : الرجال : ترجمة سورة بن كليب برقم ٢٤٠.