بعث المختار بروَوس الخونة وقتلة الاِمام الحسين عليهالسلام حتى أنّ الاِمام السجاد عليهالسلام يخر ساجداً ويعد عمل المختار مشكوراً ، فأين المختار من زيد الثائر وإن كان عمل الجميع مشكوراً.
ومع أنّ الاِمام الصادق عليهالسلام قام بمواقف مشكورة في عيال زيد ، ومن أُصيب معه ، ولكن لما كان المتطرفون غير راضين بهذا الحد ، وكانوا يطلبون من الاِمام نضالاً باهراً مثل زيد ، فقاموا بوجه الاِمام عليهالسلام في مواقف عديدة لم تكن محمودة ، ولو نرى في بعض الأحاديث أنّ الاِمام يتبرّأ من الزيدية فإنّما تبرّأ من المتطرفين غير العارفين بالمواقف الصحيحة في تلك الأيام الخطيرة لا من زيد الثائر ، ولا المستشهدين بين يديه ولا المقتفين أثره بعد استشهاده ، عارفين بواجباتهم وواجبات أئمة أهل البيت ، وبذلك تقدر على فهم الروايات الواردة في ذم بعض الزيدية فليس الذم راجعاً إلى زيد الطاهر ، ولا إلى المقتفين أثره في ميدان النضال ، ولا إلى مجيبيه بل راجع إلى المتطرفين المنتمين إليه ، وكان هو ـ قدّس اللّه سرّه ـ بريئاً عنهم. فلنذكر بعضها إيقافاً للقارىء بمفادها :
١ ـ عن عمر بن يزيد قال : سألته عن الصدقة على النصَّاب وعلى الزيدية؟ فقال : « لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من استطعت » وقال : « الزيدية هم النصاب » (١).
٢ ـ قد كان من المعروف أنّ الاِمام من كان عنده سلاح رسول اللّه ومتاعه وكان ذلك كلّه عند الاِمام الصادق عليهالسلام كما سنذكر ، وقد كان ذلك الأمر ثقيلاً على بعض الزيدية ، فكانوا يحاجون الاِمام الصادق عليهالسلام وينكرون وجود السلاح ومتاع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عنده ويقولون : إنّه عند عبد اللّه بن الحسن المثنى.
__________________
١ ـ الحر العاملي : وسائل الشيعة : ٦ / كتاب الزكاة ، الباب ٥ من أبواب المستحقين ، الحديث ٥ ، لاحظ التهذيب : ٤ / ٥٤ ، الحديث ١٢.