أصحاب علي ومعهم أُناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم قال : فلمّا اجتمعوا إلى منزل سليمان بن صرد بدأ المسيب بن نجبة القوم بالكلام وقال :
١ ـ قـد ابتلينا بطول العمر والتعرض لأنواع الفتن ، فنرغب إلى ربّنا ألاّ يجعلنا ممن يقول له غداً : « أوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فِيه مَن تَذَكَّر وجاءَكُمُ النَّذِير » (١).
فإنّ أمير الموَمنين عليهالسلام قال :
العمر الذي أعذر اللّه فيه إلى ابن آدم ستون سنة ، وليس فينا رجل إلاّ وقد بلغه وقد كنّا مغرمين بتزكية أنفسنا ، وتفريط شيعتنا حتى بلا اللّه أخيارنا فوجدنا كاذبين ، في موطنين من مواطن ابن ابنة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد بلغتنا قبل ذلك كتبه وقدمت علينا رسله ، وأعذر إلينا ، يسألنا نصره عوداً وبدءاً ، وعلانية وسرّاً فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قُتِل إلى جانبنا ، لا نحن نصرناه بأيدينا ، ولا جادلنا عنه بألستنا ولا قوّيناه بأموالنا ، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا ، فما عذرنا إلى ربّنا وعند لقاء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد قُتِلَ فينا ولده وحبيبه وذريته ونسله ، لا واللّه لا عذر دون أن تقتلوا قاتله ، والموالين عليه ، أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربّنا أن يرضى عنّا ذلك ، وما أنا بعد لقائه ، لعقوبته بآمن.
أيّها القوم ولّوا عليكم رجلاً منكم فإنّه لابد لكم من أمير تفزعون إليه ، وراية تحفون بها أقول قولي وأستغفر اللّه لي ولكم.
٢ ـ وتكلّم رفاعة بن شداد وقال : إنّ اللّه قد هداك لأصوب القول ودعوت إلى أرشد الأمور ، ودعوت إلى جهاد الفاسقين ، وإلى التوبة من الذنب العظيم ، فمسموع منك ، مستجاب لك ، مقبول قولك قلت : ولّوا أمركم رجلاً منكم ، تفزعون إليه ، وتحفون برايته وذلك رأي قد رأينا مثل الذي رأيت ، فإن تكن أنت
__________________
١ ـ فاطر : ٣٧.