يخرجني من ذنبي ويرضي عنّي ربّي لقتلتها ، ولكن هذا أُمر به قوم كانوا قبلنا ، ونُهينا عنه فأُشهد اللّه ومن حضر من المسلمين أنّ كلّ ما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي أُقاتل به عدوّي ، صدقة على المسلمين أُقوّيهم به على قتال القاسطين.
٥ ـ وقام أبو المعتمر حنش بن ربيعة الكناني فقال : وأنا أُشهدكم على مثل ذلك ، فقال سليمان بن صرد : حسبكم من أراد من هذا شيئاً ، فليأت بماله عبد اللّه ابن وال التيمي تيم بكر بن وائل ، فإذا اجتمع عنده كلّ ما تريدون إخراجه من أموالكم ، جهزنا به ذوي الخُلَّة والمسكنة من أشياعكم (١).
٦ ـ ثم أخذ سليمان بن صرد يكاتب وجوه الشيعة في الأطراف وكتب سليمان بن صرد : إلى سعد بن حذيفة اليمان (٢) يعلمه بما عزموا عليه ، ويدعوه إلى مساعدتهم ، ومن معه من الشيعة بالمدائن ، فقرأ سعد بن حذيفة الكتاب على من بالمدائن من الشيعة فأجابوا إلى ذلك فكتبوا إلى سليمان بن صرد يعلمونه أنّهم على الحركة إليه والمساعدة له.
وكتب سليمان أيضاً كتاباً إلى المثنّى بن مخربة العبدي بالبصرة مثل ما كتب إلى سعد بن حذيفة فأجابه المثنى : إننّا معشر الشيعة حمدنا اللّه على ما عزمتم عليه ، ونحن موافوك إن شاء اللّه للأجل الذي ضربت وكتب في أسفله أبياتاً (٣).
لم يزل القوم في جمع آلة الحرب والاستعداد للقتال ودعاء الناس ـ في السر ـ إلى الطلب بدم الحسين فكان يجيبهم القوم بعد القوم ، والنفر بعد النفر ولم يزالوا على ذلك إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة أربع وستين.
فلمّـا مات يزيد جاء إلى سليمان أصحابه فقالوا : قد هلك هذا الطاغية ،
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ : ٤ / ٤٢٦ ـ ٤٢٨.
٢ ـ لاحظ نصّ الكتاب : تاريخ الطبري : ٤ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠.
٣ ـ ابن الأثير : الكامل : ٤ / ١٥٨ ـ ١٦٢ ، الطبري : التاريخ : ٤٣١.