فجاء مصعب بجيش كثيف وقد وقعت بينهما حروب طاحنة في أقطار متعددة إلى أن انحسر المختار إلى الكوفة ، وتخبّأ بالقصر.
فحاصره ابن الزبير بقصر الاِمارة مع أربعمائة رجل من أصحابه أياماً ، وقد كان المختار يخرج من القصر فيقاتل ويرجع إلى أن قتل لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ، خرج بمن معه مستميتين فقتلوا وقتل المختار وجاء القاتل برأسه إلى مصعب بن الزبير فأجازه بثلاثين ألف درهم ، ثم ابتدأ الجيش بقتل الناهضين معه وقتلوا رجالاً كثيراً ، ثم بعث مصعب على حرم المختار ودعاهنّ إلى البراءة فرجعت ابنة سمرة بن جندب ولعنته وتبرّأت منه فأطلق سراحها وأبت زوجته الأخرى ابنة النعمان بن بشير وقالت : شهادة أُرزقها ثم أتركها ، كلا إنّها موتة ثم الجنّة والقدوم على الرسول وأهل بيته ، فأمر بها مصعب وقتلت صبراً.