بالحقّ ، ومن ردّ على هذا أصبر حتى يقضي اللّه بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين » (١).
ترى أنّ بين الكلمتين تقارناً بل توافقاً ، وهذا ما يدفعنا إلى أنّ ثورته كانت امتداداً لثورة الحسين عليهالسلام.
٤ ـ أقام زيد الثائر بالكوفة وبايعه أصحابه وكانت بيعته التي يبايع عليها الناس : إنّا ندعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيه ، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء ، ورد المظالم ، وإقفال المجمر ، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا ، وجهل حقنا. أتبايعون على ذلك فإذا قالوا نعم : وضع يده على يده ، ثم يقول : عليك عهد اللّه وميثاقه وذمته وذمّة رسوله لتفينّ ببيعتي ولتقاتلنّ عدوي ، ولتنصحنّ لي في السر والعلانية ، فإذا قال نعم : مسح يده على يده ، ثم قال : اللّهمّ اشهد (٢).
وفي كلامه هذا إلماع إلى كلام الاِمام الحسين عليهالسلام ألقاه بالبيضة عندما حبسه الحرّ بن يزيد الرياحي عن الحركة : فقال : « أيها الناس إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرم اللّه ، ناكثاً لعهد اللّه ، مخالفاً لسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يعمل في عباد اللّه بالاِثم والعدوان. فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقّاً على اللّه أن يدخله مدخله ، ألا وإنّ هوَلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام اللّه وحرّموا حلاله وأنا أحقّ من غيّر » (٣).
٥ ـ ومن كلامه : وإنّا ندعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيه ، وإلى السنن أن تحيى
__________________
١ ـ المجلسي : بحار الأنوار : ٤٤ / ٣٢٩.
٢ ـ الطبري : التاريخ : ٥ / ٤٩٢ ، ابن الأثير : الكامل : ٥ / ٢٣٣ باختلاف في التعبير.
٣ ـ الطبري : التاريخ : ٤ / ٣٠٤.