إسحاق ، وزياد الهندي ونصر بن خزيمة العبسي (١) وعن ابن عساكر : « وأمر بحراستهم وبعث بالرأس إلى الشام فصلب على باب مدينة دمشق ثم أرسل إلى المدينة » (٢).
« وقال الوليد بن محمد : كنّا على باب الزهري إذ سمع جلبة ، فقال : ما هذا ياوليد؟ فنظرت ، فإذا رأس زيد بن علي يطاف به بيد اللعانين ، فأخبرته فبكى ، ثم قال : أهلك أهل هذا البيت العجلة! قلت : ويملكون؟ قال : نعم ، وكانوا قد صلبوه بالكناسة سنة احدى أو اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائة ، وله اثنتان أو أربع وأربعون سنة ، ثم أحرقوه بالنار فسمّي زيد النار. ولم يزل مصلوباً إلى سنة ست وعشرين ، ثم أُنزل بعد أربع سنين من صلبه. وقيل : كان يوجه وجهه ناحية الفرات فيصيح ، وقد دارت خشبته ناحية القبلة مراراً ، ونسجت العنكبوت على عورته ، وكان قد صلب عرياناً. وقال الموكل بخشبته : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في النوم وقد وقف على الخشبة وقال : « هكذا تصنعون بولدي من بعدي! يابنيّ يازيد! قتلوك قتلهم اللّه! صلبوك صلبهم اللّه! » فخرج هذا في الناس. فكتب يوسف بن عمر إلى هشام أن عجل إلى العراق فقد فتنتهم! فكتب إليه : أحرقه بالنار! ، وقال : جرير ابن حازم : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مسنداً ظهره إلى خشبة زيد بن علي وهو يبكي ويقول : « هكذا تفعلون بولدي » ، ذكر ذلك كله الحافظ ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (٣).
وفي معجم البلدان : « وعلى باب الكورتين مشهد زيد ، فيه مدفن زيد بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ، ثم حمل إلى مصر فدفن هناك (٤).
__________________
١ ـ أبو الفرج : مقاتل الطالبيين : ٩٦ ؛ ونقل الطبري في تاريخه خطبة يوسف بن عمر بعد قتل زيد لاحظ : ٥ / ٥٠٧.
٢ ـ السيد الأمين : زيد الشهيد : ٧٧.
٣ ـ صلاح الدين الصفدي : الوافي بالوفيات : ١٥ / ٣٤.
٤ ـ ياقوت : معجم البلدان : ٨ / ٧٧ ، مادة مصر.